بينما تشتعل أرض فلسطين غضباً، وتزف شهداءها واحداً تلو الآخر، سيما إثر نقل السفارة الأميركية الى القدس أخيراً، وتنفيذ الإحتلال مجزرة بشعبها ليصل الى أكثر من 60 شهيداً وآلاف الجرحى الأسبوع الماضي، لم تغب السيدة فيروز عن هذه المشهدية الدموية. صاحبة «زهرة المدائن» عادت، وهذه المرة متشحة بالسواد، تقف في كنيسة، ومن خلفها يظهر تمثال يسوع المسيح. «الى متى يا رب؟»، ترنيمة مصوّرة (إنتاج وإخراج ريما الرحباني)، أطلقتها أمس، ريما الرحباني، على قناتها الخاصة على «يوتيوب» وفيها تتوجه «جارة القمر» الى الرب، وتناجيه بصيغة الأنا، إزاء ما يحصل في غزة وفلسطين: «إلى متى يا رب تنساني إلى الأبد؟ إلى متى تصرف وجهك عني؟ إلى متى تهجس في نفسي مثيراً الأحزان في قلبي مدى الأيام؟ (..)، إلى متى يتعالى عدوي عليّ؟» طالبة من الله أن ينظر إليها ويستمع الى كلامها: «إلهي أنر عيني لئلا أنام نومة الموت.. لئلا يقول عدوي لقد قويت عليك». كلمات غنتها فيروز بكل حزن وأسى، وسط شريط من الصور الذي يختصر ما حصل أخيراً في الأراضي الفلسطينية، من مجازر ومآس ارتكبها العدوّ الصهيوني. تشارك فيروز جمهورها العربي العريض، بهذه الترنيمة المهداة الى فلسطين وشهدائها وجرحاها، لتكون صرخة بوجه الظلم والإضطهاد والإحتلال، وتذكر العالم، أنخ حتى لو عُمل على طمس القضية الفلسطينية عربياً وخليجياً، فإنها حاضرة بقوة في وجدان ملايين العرب، وعلى رأسهم فيروز الغائبة الحاضرة اليوم.