على مدى ستة أشهر، حقّقت مسرحية «إلّا إذا...» لجورج خبّاز نجاحاً على مسرح «الشاتو تريانو» (الزلقا ــ قضاء المتن)، قبل أن تُختتم في 3 أيّار (مايو) الماضي. في صيف 2018، سينتقل العمل إلى «مدينة الشمس»، حيث سيتحوّل إلى استعراض موسيقي ــ غنائي ضخم، ضمن الدورة الـ 62 من «مهرجانات بعلبك الدولية» في 10 و11 آب (أغسطس) المقبل.
المخرج والممثل اللبناني بعدسة ستيف برزغال

لا يستطيع خبّاز إخفاء حماسته وسعادته لأسباب عدّة. في اتصال سريع مع «الأخبار» أثناء وجوده في باريس، يؤكد الفنان اللبناني أنّها المرّة الأولى التي تتبنّى فيها «مهرجانات بعلبك» عملاً كوميدياً ــ موسيقياً، كما أنّ فرصة الوقوف على أدراج قلعة بعلبك نقطة بالغة الأهمية في حياته المهنية، فضلاً عن أنّ الأسماء التي وقع عليها الاختيار للمشاركة في هذه الدورة تدلّ على «حرص» القائمين على المهرجان العريق على تخصيص مساحة للطاقات الشابة.
يشير الفنان المولود في عام 1976 إلى أنّ المسرحية تقارب التاريخ اللبناني منذ القِدَمْ وحتى اليوم، إذ تدور في قالب من «الكوميديا السوداء» في مبنى سكني مهدّد بالانهيار، يقع في حي لبناني «غير محسوب سياسياً على أحد». أما السكان، فهم من طوائف وانتماءات سياسية مختلفة، وغير قادرين على الاتفاق على حلّ بشأن مصيره! برأي جورج، يشكل هذا المبنى «نموذجاً مصغّراً عن لبنان، فيما السكان هم نموذج عن مختلف شرائح مجتمعنا المحلّي».
لن تطرأ تغييرات على لائحة الممثلين الذين أطلّوا على المسرح البيروتي، وهي تشمل إلى جانب جورج: شقيقته لورا خبّار، وسينتيا كرم، وجوزيف قصاف، وغسان عطية، ومي سحاب، وعمر ميقاتي، ووسيم التوم، وبطرس فرح، وجوزف سلامة، وجوزف ساسين، وأسبيد خاتشادوريان وغيرهم.
بعدما كانت الأغاني التي كتبها ولحّنها جورج خبّاز مسجّلة في النسخة الأولى، ستقدّم في الاستعراض المنتظر «حيّة مئة في المئة»، مع توزيع جديد للوقا صقر (وزّعها سابقاً شارل شلالا)، ضمن رؤية إخراجية «تتناسب مع تاريخ هذا الصرح الثقافي والأثري العظيم»، على أن تتولّى العزف أوركسترا مؤلفة من 40 موسيقياً يقودها المايسترو لبنان بعلبكي.
تحية إلى «مدينة الشمس» في أغنية جديدة تؤديها لينا فرح


أما الرقصات التراثية (الدبكة خصوصاً)، فقد صمّمها الكوريغراف اللبناني خالد النابوش، وستقدّمها مجموعة من الراقصين المنتمين إلى فرقة «المجد» البعلبكية للفلكلور. كما سيكون هناك حضور لصاحبة الصوت «المميّز» لينا فرح التي ستغنّي بمفردها، وهي معروفة باختيار أعمالها «بعناية» وبـ «ابتعادها عن الأسلوب التجاري»، على حدّ تعبير خبّاز.
ينوي الأخير كذلك توجيه تحية خاصّة إلى بعلبك عبر أغنية ستؤدّيها فرح في نهاية الاستعراض (من كلماته وألحانه وتوزيع لوقا صقر)، تعبّر عن «مجد هذه المدينة وتاريخها الغني»، فضلاً عن اعتماد «لعبة بصرية ومشهدية بواسطة عرض صور (projection) على أحجار وأعمدة القلعة، تحاكي مراحل مختلفة من تاريخ لبنان ويتناولها العمل».