قادمةَ من «فودافون بارك» في اسطنبول، ستحطّ شاكيراً في لبنان لتفتتح الدورة الخامسة من «مهرجانات الأرز الدولية» (شمال لبنان) في 13 تموز (يوليو) الحالي. إنّها الحفلة الحدث بالنسبة لعشّاق نجمة البوب الكولومبية ذات الأصول اللبنانية، وتأتي في سياق جولتها الفنية العالمية السادسة الهادفة للترويج لأحدث ألبوماتها «إل دورادو». جولة انطلقت رسمياً في الثالث من حزيران (يونيو) الحالي من مدينة كولونيا الألمانية، على أن تُختتم في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 في العاصمة الكولومبية بوغوتا. يحمل الألبوم الجديد رقم 11، وجاء صدوره في 26 أيار (مايو) 2017 بعد حوالى ثلاثة أعوام على صدور الألبوم الذي حمل اسمها وحقق شهرة كبيرة.
شاكيرا

يتألّف «إل دورادو» من 13 أغنية، تغلب عليها اللغة الإسبانية إلى جانب استثناءات بالإنكليزية، من بينها Me Enamoré، و When a Woman، وCoconut Tree، وToneladas… وقد حصد حتى الآن حفاوة كبيرة، تُرجمت في جوائز عدّة من بينها «غرامي» عن فئة «أفضل ألبوم بوب لاتيني» في كانون الثاني (يناير) الماضي.
في السهرات التي أحيتها حتى كتابة هذه السطور، أدّت الفنانة المولودة في مدينة بارانكيا قبل 41 عاماً مزيجاً من هذه الأغنيات الجديدة، بالإضافة إلى أخرى راسخة في ذاكرة الجمهور مثل: Underneath Your Clothes، و«لوكا»، و«واكا واكا»، وHips Don’t Lie. ومن غير المتوقع أن يخرج الموعد اللبناني المنتظر عن هذا الإطار.
هي ليست المرّة الأولى التي تزور فيها شاكيرا إيزابيل مبارك ريبول لبنان، إذ سبق أن قصدته مراراً، ولعلّ أبرزها في عام 2011 حيث أحيت حفلة في الـ «بيال» ضمن جولة The Sun Comes Out (الأخبار 25/5/2011). غير أنّ الموعد هذه المرّة سبقه الكثير من الضجّة والبلبلة.
قبل إعلان لجنة «مهرجانات الأرز» عن «مفاجأتها الكبيرة» لصيف 2018، تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية (من بينها صحيفة «هآرتس» ومحطّة Hadashot) خبراً مفاده أنّ صاحبة أغنية Try Everything تستعد للغناء في «ياركون بارك» في تل أبيب في 9 تموز. كما أنّ شاكيرا سبق أن قصدت الأراضي المحتلة في 2011 وشاركت في مؤتمر رئاسي عانقت فيه الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، معربة عن سعادتها بالوجود في «الأرض الأم للثقافة والروحانية منذ وقت طويل»، وعن «عاطفتها الكبيرة» تجاهها.
هذه الوقائع، فجّرت حملة كبيرة عمّت وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي، قادها ناشطون في مجال مقاطعة «إسرائيل»، لحثّ سفيرة الـ «يونيسيف» للنيات الحسنة على عدم الترفيه عن العدو والغناء له، والإحجام عن المساهمة في تلميع صورة كيان غاصب يفتك بالشعب الفلسطيني.
تأتي الحفلة في سياق الجولة العالمية للترويج لألبوم «إل دورادو»


وفي ظلّ سيادة أجواء الاحتفال والترحيب في أوساط الناشطين إثر الإعلان عن أنّ زوجة نجم كرة القدم الإسباني جيرار بيكيه لن تغنّي في «إسرائيل»، أصرّت منابر إعلامية لبنانية على التشكيك في أن يكون ما حصل نجاحاً، مستندةً إلى تغريدة شركة Live Nation المنظمة للأحداث الفنية التي زعمت فيها أنّه «لم تكن هناك حفلة أصلاً»!
على أي حال، شاكيرا آتية إلى لبنان قريباً لتُشعل الأجواء غناءً ورقصاً، في سهرة شمالية لن تنسى طبعاً.
قبل أن تحظى بالاهتمام العالمي بعد ألبوم Laundry Service في عام 2001 وأغنية Whenever, Wherever تحديداً، اشتهرت ابنة الصائغ الكولومبي ــ اللبناني ويليام مبارك شديد محلياً منذ الصغر. بدءاً من المدرسة التي كانت تستعرض في حفلاتها تأثّرها بالموسيقى الشرقية واللاتينية وبالروك والبوب، ومهاراتها في الرقص الشرقي، وصولاً إلى ألبوماتها Magia وPeligro وPies Descalzos وDónde Están los Ladrones؟.
إنّها فنّانة ناجحة مسكونة بالفرح والإيجابية، وهذا واضح في طبيعة أعمالها وأدائها على المسرح. سبق أن قال الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز إنّها «ابتكرت ماركتها الخاصة من الشهوانيّة البريئة». وهذا صحيح إلى حدّ بعيد، إذ أنّها أكدت مراراً إيمانها بأنّ الفنّ يجب أن يكون «شهوانياً» لأنّ الشهوانيّة تبعث على البهجة. ورغم تحوّلها إلى رمز للإثارة الجنسية في نظر كثيرين، غير أنّ شاكيرا تنجح دائماً في إبعاد أعمالها عن الابتذال ولو أنّها ليست ظاهرة فنية استثنائية!