دي ــ آن كنتيش رودجرز، اسم سيذكره البريطانيون جيّداً. إنّها أوّل ملكة لجمال في البلاد من أصول أفريقية. صاحبة البشرة السمراء، توّجت أخيراً بهذا اللقب خلال المسابقة التي انطلقت قبل 66 عاماً، على أن تمثّل بريطانيا في مسابقة ملكة جمال الكون في وقت لاحق من هذا العام. حلّت الصبية البالغة 25 عاماً ضيفة على برنامج Newsbeat (يومياً ــ على «بي. بي. سي راديو 1»)، حيث وصفت ما حصل معها بأنّه «إنجاز عظيم»، مؤكدة أنّه «أفضل تجربة في حياتي».
الصبية التي تنحدر أساساً من أنغيلا (إقليم بريطاني في الخارج) وتقطن حالياً في برمينغهام، شدّدت على أنّه «لقد أدركت أنّني لم أفز بهذه الجائزة بصفتي دي ــ آن فقط، ولكن بصفتي امرأة سوداء أيضاً»، مشيرة إلى أنّها تلقت العديد من رسائل التهنئة منذ فوزها بالمسابقة، بما في ذلك رسائل من أمهات نيابة عن بناتهن: «لقد تواصل معي بعض الأفراد بصفتي الشخصية فقط ليبلغوني بأنّ فوزي فوز لهم أيضاً». كما أردفت: «عندما اقترب موعد المنافسة، بدأت أشعر بحجم ما يمكن أن يعنيه حصولي على التاج، ليس للسيدات السمروات فقط، ولكن لبريطانيا ككل».
صحيح أنّ فرحة دي ــ آن عارمة، لكن مسابقات الجمال لم تكن حلمها الأساسي، إذا كانت تمثل بريطانيا كرياضية في الأولمبياد، وشاركت بالفعل في دورة ألعاب الكومنولث مرّتين، لكنّها تعرّضت لإصابة في الركبة حرمتها من تحقيق هذا الهدف. هنا، أوضحت الملكة أنّه «لقد أعاد حلمي اختراع نفسه وتحوّل إلى مسابقة الجمال… تمثيل بريطانيا في مسابقة ملكة جمال الكون يعادل أن تكون رياضياً أولمبياً باسم بريطانيا العظمى».
وردّاً على من يقولون إنّ هذه المسابقة سهلة للغاية، قالت الشابة إنّ «المشاركة في مسابقة الجمال كانت أصعب من الاستعداد للمنافسات الرياضية»، مضيفة: «الأمر متشابه للغاية. لكن مسابقة الجمال تعني أنّه يتعين عليك الخضوع لشكل من أشكال الفحص الدقيق لنفسك ولطموحاتك، ولأشياء لا يفعلها الناس حتى يصبحوا مسنين جداً… معظم التحضير لدورة ألعاب الكومنولث يحدث على القوّة واللياقة، لكن في مسابقات الجمال يكون التركيز على العقل الذي تصعب السيطرة عليه».
وفي حين قد يرى بعضهم أنّ مسابقات الجمال قد عفا عليها الزمن إلى جانب الانتقادات البالغة التي تطالها لناحية تسليع النساء، تعتقد دي ــ آن أنّ هذه المسابقة تحتفظ بقيمتها حتى اليوم لأنّها «تعطي المرأة صوتا للتعبير عن نفسها… تتعرض المسابقة للكثير من ردود الفعل العنيفة بسبب اعتقاد الناس بأنّها أصبحت قديمة، لكن بالنسبة لي كانت منصة أعطتني صوتاً ومنحتي الفرصة لتمكين نفسي». ثم تابعت: «واحدة من أكبر المشاكل التي تواجهها المرأة خلال القرن الحادي والعشرين هي أن يستمع الناس إليها...يتعين علينا أن نكون مبدعات في إعطاء مساحة لأنفسنا».
لكن هل يمكن أن يكون لمسابقة تركّز على مظهر المرأة تأثير جيد على الفتيات؟ شدّدت دي ــ آن لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» على أنّها «جيّدة بالنسبة للفتيات… لقد تطورت شخصية معظم النساء اللاتي عرفتهن أو تواصلت معهن خلال المسابقة بشكل كبير منذ الاشتراك فيها. إذ سعين لتحقيق أهدافهن بكل قوّة وحققن ما أردن»!.