على مدار سنوات، لم يتح للممثلة السورية رواد عليو فرصة البطولة المطلقة أو الأدوار الأولى. مع ذلك، وسّعت لنفسها مطرحاً في ذاكرة الناس على الأقل من خلال دورها في «ضيعة ضايعة» (ممدوح حمادة والليث حجو) الذي كان بمثابة «رفقة سفر» طويلة لا يمكن أن ينساها الجمهور، خصوصاً أنّها لعبت ضمن ثنائية مترفة بالحب والحضور الدمث، قوامها «عفوفة» (رواد عليو) و«سلنغو» (فادي صبيح)، لدرجة أنّه بعد انقضاء سنوات طويلة على عرض العمل، ما زال المشاهدون ينادونها بهذا الاسم وربّما تُسأل عن المصير الذي ألّم بـ «عاشق المكدوس»!رغم الموهبة الساطعة، إلا أنّ عليو غابت لوقت طويل من دون أن يكون لديها النصيب اللازم من الشغل في المواسم الدرامية المتلاحقة. ربّما بقصد الأمومة، لا سيّما أنها أصرّت على الإنجاب في الوقت الذي كانت فيه سوريا تشيّع يومياً مئات الشهداء. كأنّها تريد القول إن ثقافة الحياة أقوى وأبقى من المنطق السادي، ورائحة الموت المعممة في الحروب. في الموسم الأخير، لم توفق عليو في البطولة التي لعبتها في «الواق واق» (حمادة وحجو) ليس لسبب شخصي، أو فهم مغاير للدقة في الأداء التمثيلي للشخصية. على العكس، لقد ظهرت رواد في المسلسل كمن أدى ما طُلب منه وأزود، لكن المسلسل فشل كلياً عن ترك ولو أثر خطوة واحدة في ربع خال!
مع ذلك، تبدو الممثلة السورية مصرّة على البقاء في أفضل أحوالها، أو الحفاظ على طاقتها الإيجابية. بعد اختفاء عن الساحة الإعلامية، عادت قبل أشهر لتطلّ في أكثر من لقاء. بدا واضحاً عليها عمليات التجميل، وإن كانت لا تخدم هذه الحالة أي ممثلة كونها تفقدها عفوية وخصوصية وبصمة شكلها التي توازي إيقاع أدائها، إلا أنّ محبيها ما زالوا يتوسّمون فيها خيراً.
انتهت رواد أخيراً من تصوير دورها في الشريط القصير «نقاب الروح» (كتابة وإخراج علاء الصحناوي). الاسم يأخذ بعداً رمزياً لحالة الظلام الدامس التي تغرق فيها الروح، والسواد الذي يحجبها عن الضوء أكثر من الوجوه المختبئة خلف النِقابات وفق المنطق الأصولي المتشدد! الفيلم يعالج قضية الإتجار بأعضاء الأطفال من خلال عصابة مافوية تتخفى وراء ستار الأعمال الخيرية، وتقوم بعمليات خطف ممنهج والاتجار بأعضاء الرهائن. ورغم التعاطف الكبير الذي أصاب الممثلة السورية لدى قراءتها للنص، وفق ما أكدت في تصريحات صحافية، إلا أنّها لعبت فيه دور سيّدة أعمال تدير جمعية خيرية أو ما شابه لتكون في الحقيقة عبارة عن زعيمة عصابة!