لم يمنع الوقت والزمن من محو ملامح الطفولة على وجه الممثلة أماليا أبي صالح، بل على العكس، لقد زاد من براءتها. ورغم أنها متعبة صحياً، إلا أنّها لا تزال تنبض بالحياة. * أخبرينا عن طفولتك؟
لا تغيب الطفولة عن بالي أبداً، خصوصاً أنني عملت في مسرح الأطفال وتعايشت معهم وفرحت بهم كثيراً. أعرف أن الذكريات الجميلة لا تغيب، وأشعر بالحنين إلى تلك الأيام. الحمد لله أننا مررنا في العصر الذهبي للتمثيل. وعلى الرغم من أنه لم يكن في أيامنا سوى تلفزيون واحد، على عكس هذه الأيام، لكننا كنا نعمل كثيراً.

* هل يمكن المقارنة بين الفنّ اليوم والفنّ قديماً؟
الفنّ قديماً كان موهبة بكل ما للكلمة من معنى. أما اليوم، فإن الفنّ موهبة ويتم صقلها بالدراسة.
* كيف تسترجعين إنطلاقتك في عالم التمثيل؟
أسترجع إنطلاقتي بحزن، لأنني أرى أنّ زملائي يذهبون واحداً تلو الآخر، أتأثر بذلك كثيراً، لأنهم رفاقي وجمعتني بهم علاقة صداقة قوية، لأننا عملنا معاً، ولكن لا يمكن سوى القول إنّه أمر الله تعالى.
* كم عملاً فنيّاً في جعبتك؟
بصراحة، لا أذكر عدد أعمالي، لكن أعلم أن مسيرتي في الفنّ بدأت قبل نحو 40 سنة.
* كيف دخلت إلى عالم التمثيل؟
لم أكن أريد أن أصبح ممثلة، أنا لم إختر الفنّ بل هو إختارني. بدأت التمثيل في إيطاليا حيث كنت معروفة، ومن ثم إنطلقت مع فرقة أبو سليم العريقة في الفنّ.
* لماذا لم تتعاملي مع الممثلين الجدد؟
هذا الأمر يعود إلى المخرج. إذا عرض عليّ مسلسل يتم تصويره خارج بيروت، أرفض ذلك، لأنني لا أريد أن «أشحذ» منهم كلفة التنقل، لانه ليس لدي سيارة، إضافة إلى أنني لا أحب أن أذهب إلى المنتج وأعرض عليه أن أمثل في هذا المسلسل أو ذاك، لأن أيّ منتج يعرف أين يجدني.
* هل يتوقف التمثيل مع العمر؟
كلا، وأكير دليل أن الممثل يوسف وهبي إستمر في الفن رغم تخطيه عمر الـ 80 ، وكذلك الممثلة أمينة رزق. ويستمرّ عطاء الممثل طالما صحته جيدة تسمح له بذلك.
* كيف ترين الفنانين اليوم؟
أعتبر أن الفنانين الجدد يأخذون حقهم، ونحن القدامى تعبنا أنا وأبناء جيلي على إنشاء الفنّ الأصيل، وقدّمناه على «طبق من فضة» للممثلين الجدد، لأننا نعلم أننا لن نبقى طوال عمرنا في التمثيل بل سنزول ويأتي غيرنا.
* هل أخذ القدماء حقهم؟
في البداية، نحن أخذنا حقنا كثيراً على عكس حالنا اليوم. في السابق، كنا نعمل في المسرح والتلفزيون والأفلام. وخلال التصوير، كان الممثل مرتاحاً، فلم يكن يدفع أجرة الطريق. وإذا كان التصوير خارج المدينة كانت تحسب الحلقة حلقة ونصف.
* لماذا لم تأخذي حقك؟
لا أعرف. الفنّ في لبنان عبارة عن مجموعة عصابات لكل منها منتجها ومخرجها. وعندما تقرئين إسم المخرج تعرفين الممثلين معه.
* هل تلومين الدولة على تقصيرها؟
طبعاً ألومها، فهي المسؤولة عن الفنانين، وعندما تعطي الفنان حقه، فإن النقابة تزدهر.
* ما هي أجمل هدية حصلت عليها؟
حقيبة مليئة بالثياب أهدوني إياها عندما كنت في إيطاليا في عيد الميلاد.
* هل تفكرين في إعادة تصوير بعض أعمالك السابقة؟
كلا، لقد كانت لدينا تجربة سابقة مع الممثل الكبير إبراهيم مرعشلي وأعدنا تكرارها مع بعض الممثلين العرب، لكنها لم تأخذ حقها، لأن الاعمال الماضية لا يمكن أن تتكرّر.
* ماذا بقي في ذاكرتك من مسلسل «المعلمة والاستاذ»؟
بفضل المسلسل، قمت بجولة في افريقيا وذهبت إلى أستراليا والاردن والكويت.
* ما سبب نجاح ذاك المسلسل؟
المجموعة التي كانت تعمل في «المعلمة والاستاذ» كانت متجانسة ومتفاهمة، لأن شخصاً واحداً لا ينجح العمل.
* هل يوجد هذا التفاهم بين الممثلين اليوم؟
لا اعرف لانني لم اعاشرهم.
* لكن نلاحظ أن أياً من الاعمال التلفزيونية لا ينال شهرة واسعة اليوم؟
أنا دائماً أطرح هذا السؤال على نفسي. أتابع البرامج الكوميدية أحياناً، ولكن أشعر أنها تهريج. في أيامنا الماضية، لم يكن إبراهيم مرعشلي ممثلاً كوميدياً، ولكنه إستطاع أن يدخل الفرحة إلى قلوب الناس، وهنا براعة التمثيل، لأنه من السهل على الممثل أن يبكي الناس، لكن من الصعوبة أن يجعلهم يضحكون.
* ما سر السعادة؟
أنا أخلق السعادة، ولا أحب النكد.