كعادتها تقطف «إذاعة شام إف إم» بين فترة وأخرى حصاداً فنياً مختلفاً عن الموجة التجارية السائدة. غالباً ما تطرح نفسها كراع إعلامي حصري للمشاريع الفنية الثقافية والأصوات النقية، وتحاول أن ترّبي جيلاً على تراث موسيقي غني. لا تزال تقتطع من أثيرها حصّة يسيرة للرحابنة، وتحديداً مسرحيات زياد الرحباني وقد شارك بمبادرة منها في بث لقائه الأخير مع إذاعة «صوت الشعب». وتطل عميدتها هيام حموي مع عصمان حناوي في برنامج «نثرات من دهب الزمان» ليختارا كنوزاً من المكتبة الموسيقية العربية، ويعيدا بثّها والحديث عن حيثيات كلّ واحد منها. آخر ما حرّر على هواء الإذاعة السورية الأشهر هو دويتو غنائي بعنوان «منّي إلك» (تؤديه ليندا بيطار والطفل يائيل القاسم/ كلمات فراس سعد الدين وألحان يزن صبّاع توزيع موسيقي حازم جبور). يبدو العمل الموسيقى المتوازن كأنه يريد مواكبة موسيقية معاصرة من خلال ومضة غنائية قصيرة تمتلك كلّ مقومات التكثيف والاختزال، وتراهن على استقطاب أذن المستمع بلغة تشبه منطق السوشال ميديا المختصر، لكنها لا تفلت من مقوّمات الفنّ الرصين. الكلام يغوص في الأعماق بمناظرة بين جيلين، ويتناول حال هذا العالم الذي بات يسير بالمقلوب. زمن جار على غالبية سكان الشرق من دون أن يتخلى عن بوابة الأمل المشرّعة على احتمال الفرح والبسمة التي كلّما رسمت أنقصت عدد الجروح ولو واحداً.الملفت في العمل الغنائي، هو الكاريزما الصوتية لنجم «ذا فويس كيدز2» (mbc) وقدراته الواضحة، وخامته النادرة، وطرحه لنفسه بصيغة متزنة في أول أعماله الاحترافية برفقة مغنية إرتبط إسمها عبر تاريخ طويل بالغناء النظيف.