عندما وقفت المغنية فايا يونان على مسرح «قلعة دمشق» ورفضت التقاط صورة مع أحد المعجبين الذي اقتحم منصّتها فجأة وخاطبته بطيبة مبالغة وقلّة خبرة بقولها «هلق كلن بيجوا»، توقّف الوقت في سوريا، وانقضّت عليها وسائل الإعلام وروّاد السوشال ميديا، لتلقّنها درساً قاسياً ربما لن تنسى طعمه مدى الحياة. لكن الأمر يومها أخذ أكبر من حجمه بكثير، وتحوّلت الحركة إلى نكتة سمجة تداولها حتى ألدّ خصوم الموسيقى. بعدها بفترة، مازحت النجمة المصرية شيرين عبد الوهّاب جمهورها عندما طلبوا منها في إحدى الحفلات أن تغنّي «مشربتش من نيلها»، فقالت «هيجليك بلهارسيا»!. في إشارة تهكّمية صريحة إلى تلوّث أبرز الموارد المائية والمعالم السياحية في مصر، فشنّت معركة ضروس ضد صاحبة «مشاعر» وكأنّها هدمت المقدّسات. ولولا تدخّل «الأكابر» كما يقال باللهجة الدراجة، ربما كانت سُحبت منها الجنسية المصرية!
لكن أوّل من أمس، صعد نجم الغناء الشعبي حسين الديك على مسرح «قلعة دمشق» في حفلة أقيمت ضمن برنامج «مهرجان ليالي قلعة دمشق» المستمر لغاية 5 آب (أغسطس) الحالي. طبعاً، من البديهي القول إنّ مقام «قلعة دمشق» الأثري فضفاض على الديك وما أنجزه عبر مشواره المتواضع والمغنى الذي يجيده. كما أنّه أهم من أن يعتليه ناصيف زيتون وملحم زين وحتى مروان خوري، وهم أشهر الفنانين الذين يحيون حفلات المهرجان.
مع ذلك، ربما يشكّل حضورهم مساحة فرح بالنسبة لشريحة من جمهور أنهكته عبر سنوات قذائف الإرهاب، وتبعات الحرب على سوريا. لكن صاحب «غيرك ما بختار» قرّر ألا يخرج من حفلته من دون علامة فارقة سمتها الأبرز «السذاجة» الفنية. فقد غنّى موالاً لحاتم العراقي وغيّر كلماته بطريقة مرتجلة ليقول بالفم الملآن: «لو البحر يبعدك عنّي لسوّي سوريا عبّارة»!. من دون أن ينتبه أحد من الحضور لفداحة ما قاله، كما مرّ الفيديو الذي شاركه الموسيقي السوري وليد المطعّم مرور الكرام. بعض الصفحات الفايسبوكية فقط التقطت المقطع وشاركته وسط ذهول مما جاء فيه، لتكون الصدمة أنّ الديك وجد لنفسه عدداً من محامي الدفاع!