لا يعرف السيناريست والمخرج السوري زهير قنوع أن يضع يده على خدّه وينتظر الفرصة حتى تأتيه على طبق من فضّة! بل إنّه يجرّب كلّ الوقت بطرق وأساليب مختلفة. يدّعي أنّه يستطيع التمرّد على كلّ القوانين والأعراف والمعطيات الفنية. قاعدته الثابتة تفيد بأنّ كلّ شيء قابل للتجريب من دون ترّدد، فيما يدرك مسبقاً حجم النقد الذي سيلاحقه وكمّ الشتائم التي سيحصدها، لكنّه لا يخاف!سبق له أن أسس ورشة «مداد» لتدريب الكتّاب الشباب على فن السيناريو. تمكّن هؤلاء من تلمّس بداية الطريق لكنّنا لم نسمع بتجربة مكرّسة لأيّ منهم رغم موهبة بعضهم الناصعة. طحنتهم السوق غير العادلة، ووضعتهم على الهامش لصالح الأعمال المعدّة سلفاً لتسطيح ذائقة المشاهد، والتي تحجز مكانها سريعاً على أهم الفضائيات العربية. على أيّ حال، بدأت الأسهم تذهب لصالح مشاريع الإنترنت من دون أن يكون هناك قوالب حديدية رقابية أو حاجة لبذخ إنتاجي. انطلاقاً من كلّ ما سبق، يفكّر مخرج «وشاء الهوى» (تأليف يم مشهدي) إطلاق «ملتقى صناعة المحتوى الأوّل»، ليكون تجمّعاً سنوياً سورياً بموافقات رسمية، ورعايات تجارية استثمارية، وبمثابة مسابقة لاختيار أفضل المتقدمين على مستوى كتابة السيناريو التلفزوني والسينمائي والإخراج والتمثيل والرواية والمشاريع الخاصة بالإنترنت، بعد الاحتكام إلى لجان متخصصة، على أن يقوم الرعاة بإنتاج الأعمال الرابحة في المسابقات. وبالتالي، يمكن أن يكون هذا الملتقى فرصة لاستثمار تجاري في القطاع الفني، وفق شروط صحية، كما يصبح فسحة للمواهب الشابة التي لا تجد لنفسها مدخلاً مناسباً رغم موهبتها.