قد لا تتوافق مع اليسا في رأيها السياسي أو في مواقفها التي وصلت حد العنصرية في بعض الأحيان، لكن الكل أجمع أخيراً على شجاعة النجمة اللبنانية. في السنوات الأخيرة، قرّرت إليسا أن تسلك طريقاً مختلفاً عن زميلاتها، وهو تخصيص الكليبات التي تصورها من أجل هدف إنساني وتوعوي. البداية كانت مع كليب «يا مرايتي» الذي قاربت فيه العنف ضد المرأة. ثم لاحقاً، كان كليب «عكس اللي شايفينها» حيث صورت قصة الراقصة داني بسترس التي إنتحرت قبل أكثر من 20 عاماً. لكن قبل ساعات، قررت إليسا أن تحكي عن تجربتها الخاصة مع سرطان الثدي بكل جرأة. إذ أطلقت كليب أغنيتها «الى كل اللي بحبوني» الذي اخرجته انجي جمّال. الكليب كان صدمة بحدّ ذاتها، لأن المغنية كشفت فيه عن إصابتها بسرطان الثدي وعلاجها منه. إختلط الكليب بين المشاعر الحقيقية والمعاناة جراء المرض الذي يصيب رقماً كبيراً من النساء في العالم... بين الألم والخوف من الغد وفراق الاحبة، كانت اليسا تعيش تلك اللحظات مع أحبائها. فقد جمعت في كليبها أقرب الناس اليها، من مدير أعمالها أمين أبي ياغي، وخبيرة الموضة التي تهتم بستايلها ماندي مرعب، الى خبير التجميل بسام فتوح الذي تربطه بها علاقة صداقة قوية تعود لأكثر من 20 عاماً. يعدّ كليب اليسا جولة سريعة على حياتها، وبمثابة فيلم وثائقي صغير يحمل كل معاني الجرأة والشجاعة. كانت المغنية صريحة مع جمهورها وإعترفت بإصابتها، وطلبت من النساء التحلي بالشجاعة ومواجهة المرض «كرمال اللي منحبن». وضعت اليسا نجوميتها جانباً، وتحدثت كإمرأة عاشقة تحب الحياة وتتحدى المرض. في هذا الاطار، يشير فتوح في حديث لـ«الاخبار» إلى أن الكليب الجديد تجربة فريدة من نوعها، لأنه يعكس قصة حقيقية ومشاعر عاشها محبو اليسا. ويقول فتوح الذي يتعاون مع عدد كبير من النجمات: «فخور بمشاركتي في الكليب، لقد وقف محبو اليسا الى جانبها طوال فترة علاجها. فخور أني أوصلت رسالة من وراء الكليب لكل السيدات، وهي التحلي بالشجاعة ومحاربة المرض على إختلاف أنواعه. لقد تابعت اليسا عملها ونشاطها الفني بشكل طبيعي، وقد ظهرت في لجنة برنامج «ذا فويس» الذي عرض على قناة Mbc قبل اشهر، وكذلك سجلت البومها وكليبها». يختتم فتوح بالقول: «قد يعتقد بعضهم أنّ المرض لا يصيب النجمات، لكن الكليب موجّه إلى كل النساء حول العالم بالمقاومة وعدم الاستسلام». على الضفة الاخرى، تلفت بعض المصادر لـ«الاخبار» إلى أن فكرة كليب «الى كل اللي بحبوني» جاء بالاتفاق بين اليسا والمخرجة إنجي جمّال، خاصة أن اليسا كانت قد شفيت من المرض الذي عانت منه قبل عامين ورفضت الخضوع للعلاج الكيميائي.