لمع اسم شهد برمدا (1989) منذ أن شاركت في برنامج المواهب «سوبر ستار» (2008). حوّلها العمل التلفزيوني إلى نجمة بسرعة كبيرة، لكن ابنة «عاصمة الطرب العربي»، قرّرت ألا تنجرف مع السائد. ثبتت عند مقوّمات فنية مرموقة و محدّدة بوضوح، حتى ولو لم يخلق منها ذلك نجمة على جناح السرعة كما يحصل مع غيرها. من المؤكد أنّه لو صعدت مغنية «موديل» اقتصّت لنفسها شهرة طائلة بذريعة شكلها الخارجي، والشغل على المنطق الغرائزي، ستحصد جماهيرية وإقبالاً واهتماماً إعلامياً أكثر من برمدا بأشواط، وفي ذلك ذروة الإجحاف؟! الأمثلة تتكرّر هنا. يمكن أن نذكر المغنية السورية سارة فرح أيضاً كواحدة من الفنانات اللواتي يعدن بمستمعهن إلى شوارع الزمن الجميل! على الرغم من منحها فرصة مهمّة في التمثيل على يد المخرج سيف الدين السبيعي في «قناديل العشّاق» (كتابة خلدون قتلان ــ 2017)، إلا أنّ فرح لا تزال تراوح مكانها إعلامياً وجماهيرياً. فرح خرّيجة برنامج «ستار أكاديمي 8» (2011)، أي بفارق عام واحد عن فوز مواطنها ناصيف زيتون في الموسم السابع من البرنامج نفسه! ومن الممكن المقارنة بينهما لناحية الجماهيرية لا سيّما بعد حفلة زيتون الأخيرة في بيروت مثلاً، وغياب فرح شبه الكلّي علماً بأنّ مقدراتها الصوتية أهم بأشواط!على أيّ حال، وبالعودة إلى شهد، تبدو صاحبة «بعد اللي صار» غير مستعجلة، وتسير على مهلها، مقتنعة بأنّ السباحة عكس التيّار والاعتصام عند مبادئ فنية يستحقان دفع أثمان باهظة، على الرغم من أنّها نالت تنويهات عدّة من كبار نجوم الوطن العربي، أهمهم كاظم الساهر الذي دعاها إلى المسرح في أكثر من إطلالة وقدّم لها أغنيته «ها حبيبي» لتعيد غنائها بتوزيع جديد، كما وعدها بلحن وبدويتو عندما تحين المناسبة... كما أنّها تنتقي أعمالها بهدوء، وتواظب على أن تكون منتجاتها الفنية ذات هوية جلية، توازي خامتها الصوتية، وتكمّل الكاريزما الشكلية الجذابة التي تمتلكها، من دون أن تغفل رغبتها العارمة بالانتشار والوصول إلى الجمهور في مختلف أنحاء الوطن العربي. هكذا، طرحت شهد قبل أيام قليلة أغنية خليجية بعنوان «أعشقك» (كلمات سعود الشربتلي ، وألحان محمد رحيم، وتوزيع تميم).
يأتي ذلك بعد عام ونصف من الغياب، إذ كان آخر ما قدمته عمل بعنوان «شو فيّ قلك» (كلمات أنور مكاوي، وألحان محمود عيد)، على أمل أن تكون أغنيتها الجديدة فاتحة خير للمشاركة في مهرجانات محلية وعربية!