قبل أيّام قليلة، وقّعت شركة «أيبلا» السورية (هلال أرناؤوط) عقد شراكة مع «الصبّاح» (صادق الصبّاح) لإنجاز مسلسل «دقيقة صمت» (كتابة سامر رضوان وإخراج شوقي الماجري). وفي هذه الشراكة التي مهّد لها النجم عابد فهد، نية فريق المسلسل لتكون أعمال «إيبلا» حاضرة على الشاشات المهمة من خلال قوة «الصبّاح» التسويقية وحضوره على المحطّات المهمة. وغالباً سيعرض المسلسل على mbc وmtv ومجموعة محطّات عربية وفي ذلك كسر صريح لحصار الدراما السورية، وإقناع واحدة من كبريات الشركات العربية بإنتاج عمل سوري خالص. وفي هذا انتصار صريح للصنعة التي وصلت إلى أدنى درجات الإنحدار وعودة بها من خلال عمل واحد على الأقل إلى الواجهة. الملفت أن حكاية المسلسل بالمطلق، وجميع عناصره سورية، عدا عن شخصيّة لبنانية واحدة، تأتي ضمن سياق السرد الحكائي. وكان من المفترض أن تلعب هذه الشخصية نادين نسيب نجيم في حال كان لها الحضور الكافي في الحدث، إلا أن مبررات ظهور الشخصية لا تتطلب أكثر من ممثلة بإمكانيات وشكل ستيفاني صليبا التي ستلعب الدور، بينما تذهب البطولة للنجم عابد فهد تتقاسم معه إما كاريس بشّار أو سلافة معمار الدور النسائي الأوّل، فيما رشّح كاتب النص كلاً من باسم ياخور ومحمد حداقي وفادي صبيح للأدوار الأولى.أتيح لـ «الأخبار» معرفة ملامح الحكاية التي تنطلق من شخصيتين هما غدير ناصر، وأدهم منصور اللذين تفتح الرواية ستارتها عندما يتم الحكم عليهما بالإعدام ويودعا السجن انتظاراً للتنفيذ. وفي ساعات الفجر الأولى من أحد الأيام ، يحضر مدير السجن بشكل فجائي، ويقدم لضباطه قراراً سريعاً ومفاجئاً بتنفيذ الحكم الإعدام بالسجينين المشار إليها. ويبدأ الجميع بتجهيز كافة الإجراءات اللازمة لهذا القرار الذي عليه أن ينتهي بأقل من ساعتين حسب تعليمات القيادة.
لكن أحداثاً غريبة تبدأ بالظهور، أولها أن مهجعاً للمساجين يتم إحراقه، وثانيهما أن قراراً سريعاً بتعيين مدير جديد للسجن يصل بعد ربع ساعة من وصول المدير القديم لتنفيذ الإعدام.
بعدها نكتشف أن هذه الأحداث، ما هي إلا توطئة لتهريب المحكومين إلى خارج السجن، بوساطة سيارة المدير الجديد. فمن الطبيعي أن لا تخضع سيارته للتفتيش. ثم تواكب القصة رصد المحكومين وهما ينزلان من صندوق سيارة المكلف الجديد بإدارة السجن، والذي حضر لتنفيذ مهمة إطلاقهما... لا حباً بهما أو لأنهما معنيان بالأمر، بل لإعدام شخصين آخرين نيابة عنهما.
الورطة الكبرى التي ستودي بمدير السجن العميد محسن (يرشّح باسم ياخور للدور) إلى التهلكة بدأت الآن، فهروب سجينين محكومين بالإعدام، في ليلة تنفيذ الحكم، وبأمر سريع من الجهات العليا، يعني محاكمة ميدانية، ربما يعلق بعدها على ذات المشنقة التي هرب السجينان منها.
يقترح أحد الضباط اللذين ساهموا في إحراق مهجع السجناء، أن يتم التنفيذ بسجينين آخرين يقبعان ضمن السجن منذ سبع سنوات، بتهمة سياسية خطيرة. ويتم الأمر ويعدم أدهم رمضان وغدير الأحمد عوضاً عن المحكومين الأصليين أدهم منصور وغدير ناصر. وبعد هذه الحلقات، تبدأ سلسلة التطورات التي ترصد البنية الاجتماعية والسياسية والأمنية في سوريا، شارحة جدلية يعمل عليها الكاتب دائماً في رصد علاقة السلطة بالشارع.