بعدما كان مهرجان «أيام قرطاج السينمائية» يعقد دوراته كل عامين مرة، أصبح ينعقد سنوياً منذ عام 2015 ، وستقام الدورة 29 منه بين 3 و10 تشرين الثاني (نوفمبر)، على أن تنظّم مجموعة ورشات عمل لدعم المشاركين في المهرجان وفق ما يشرح المنظمون في حديثهم مع «الأخبار». ويضيفون أنّ أولى هذه الورشات هي «شبكة المنتجين» التي أقيمت لدعم أصحاب مشاريع الأفلام الروائية والوثائقية الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى المنتجين. لقد ساهمت هذه المنصة سابقاً في إيصال مشاريع عدة إلى حيز التنفيذ، وتطورت الورشة لتأخذ دور التدريب والإشراف على المواهب الواعدة. أما الورشة الثانية، فهي «ورشة تكميل» التي أنشئت عام 2014. وفي هذا العام، ستعتمد خلال ثلاثة أيام على عرض عشر نسخ من أعمال منتقاة يعقبها نقاش مع مخرج الفيلم ومنتجه، على أن تقدم لجنة التحكيم منح ما بعد الإنتاج للأفلام الأكثر تميزاً. إلى جانب ذلك، تهتم هذه الدورة من «أيام قرطاج السينمائية» بتقديم تظاهرات سينمائية مختلفة أولها تظاهرة «البرازيل تحت المجهر». إذ سيحظى جمهور المهرجان بفرصة مشاهدة أفلام غلوبير روشا، وروي غويرا، وكارلوس ديجيه الذين وضعوا سينما بلادهم بين السينمات المؤثرة في العالم، كذلك سيعرض المهرجان تجارب لمخرجين برازيليين معاصرين أمثال والتر ساليس، خوسيه باديلا، كريم عينيوز»...وستكون التظاهرة الثانية هي «الهند تحت المجهر» على أن يحل البلد الأكثر إنتاجاً للأفلام في العالم ضيف شرف على المهرجان الذي يقدم مجموعة من أفلام بوليود وأُخرى من أفلام الهوية، وصولاً إلى السينما المستقلة بصبغاتها الإجتماعية والسياسية.
أما التظاهرة الثالثة، فهي «العراق تحت المجهر» التي تعنى بأن تكون للسينما العراقية حصة في تونس بعدما شهدت السنوات الأخيرة حركة إنتاج مهمة أسفرت عن تراكم فرض نفسه بقوة على الساحة العربية. هكذا، سيتم تكريم السينما العراقية من خلال مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية التي أُنجزت أخيراً. في السياق ذاته، سيمتيز البلد الأفريقي الذي قدم تجارب سينمائية متجددة انطلاقاً من شريط «سوداء فلان» (عثمان صمبان) وصولاً إلى الأعمال السينمائية الشابة التي تشتبك مع كواليس القارة السمراء بمقاييس عالمية.. الحديث هنا عن السينما السينغالية التي ستكون تحت مجهر أيام قرطاج في تظاهرة رابعة.