لا تعرف المجتمعات العربية شكلاً نموذجياً وحضارياً لعلاقة ربما تجمع زوجين منفصلين. غالباً ما يتبع الانفصال بين الزوجين سيل عارم من الإشكالات والقطيعة، عدا أنه لو كان الزوجان من أصحاب الشهرة، فإنّ باب الحروب الإعلامية المهينة سينفتح على مصراعيه، والأمثلة على ذلك عديدة. في هذا الإطار، يقدّم المخرج السوري سيف الدين السبيعي وطليقته النجمة سلافة معمار حالة تصلح لأن تكون مرجعية عند وقوع الانفصال، خاصة أن زواجهما لم ينته قبل أن يقدّم لهما شييئاً سيجمعهما مدى الحياة وهو ابنتهما دهب. قرّر الثنائي أن يجافيا في حياتهما الشخصية كل منافذ الإعلام، لكن عندما قرّرا الانفصال ظهرا تلفزيونياً ليعلنا الخبر. ظلّت علاقتهما في أفضل أحوالها على مستوى الصداقة والتشارك والتنسيق لحياة ابنتهما. كأنّ في سلوك النجمين السوريين سوية من الرقي واللغة الحضارية التي تستحق الاحتذاء بها. أمس قرّرا أن يخوضا تجربة إعلامية مشتركة عندما ظهرا لأوّل مرة مع بعضهما في برنامج «حكايتي مع الزمان» (قناة «دبي» 20:00 بتوقيت بيروت) الذي تقدمه ريما كركي.
في الاستديو فسحة أمام الضيفين لفضفضة عالية، يحكيان فيها عن تفاصيل للمرة الأولى، ثم يخوضان تجربة سفر مع الزمن برفقة خبراء الماكياج الذين يتقدّمون بهما عشرين سنة إلى الأمام في المرحلة الأولى ثم عشرين أخرى في مرحلة لاحقة. بدا الثنائي السوري في أكثر لحظاته صدقاً وحميمية. تكلّما فعلياً عن الانكسارات التي يمكن أن تواجه الإنسان، واستشرفا مستقبل ابنتهما، وأفصحا عن عيوبهما بجرأة، وعما تعلّمه كلّ واحد من الآخر. توقع سيف بأنه سيكون وحيداً عندما يهرم، ولن يدقّ بابه عند كبره إلا طليقته لتطمئن عليه، فيما اعتقدت سلافة بأنها ستعيش مع صديقتها المقرّبة عندما تتقدّم في السن. أخيراً وجه صاحب «الحصرم الشامي» رسالة مكتوبة إلى رفيقة دربه ليطلب منها الغفران، فيما اختارت هي أن تتوجه إلى أمها عساها تكون قد تمكّنت من الاعتزاز بابنتها. حلقة صاخبة بالصدق والحميمية أجادت كركي إدارتها بسلاسة وثقة بعيداً عن الصيغة التي عرفها بها المشاهد في برنامج «للنشر» (قناة «الجديد»).