يبرع الممثل السوري كفاح الخوص في إعادة تدوير الحكايات الشعبية والذاكرة البصرية الخصبة التي خزّنها من مدينته الزبداني، وإعادة تقديمها بمنطق رفيع كأنه يلعب دوراً امتدادياً لجدّته الحكواتية التي كانت تقول له بأنه لا يوجد أكثر من 13 حكاية وعليه أن يغزل على نولها بالانتماء إلى مخيلة بوسع سهول مدينته وشهرة تفّاحها! هكذا، برع نجم «وشاء الهوى» (يمّ مشهدي وزهير قنوع) في أداء مجموعة كبيرة من الأدوار التلفزيونية والمسرحية بصيغة جذابة، كما امتلك موهبة كتابة الشعر المحكي، وإيجاز القصص الدرامية العاصفة بلغة مختلفة عن مهنته الأساسية لكن بصورة ربما تتفق عليها بحيوتها ورشاقتها. الكتابة إلى جانب التمثيل، لم تقتصر فقط على الشعر المحكي بل تعدّته لسبك المشاريع المسرحية التي يلعب فيها أدواراً رئيسية أو يقوم بإخراجها بنفسه. على الخشبة، يصبح الخوض كائناً أكثر خفّة وجرأة. لم يتوان مرّة من إيقاف عرض «ستاتيكو» (تأليف شادي دويعر وإخراج جمال شقير) على «مسرح القبّاني» في دمشق بسبب انقطاع التيّار الكهربائي والحديث مباشرة بلغة واقعية ترمي إلى إخبار المشاهد بحقيقة الانقطاعات المتتالية للتيارّ الكهربائي والشغل على ضوء الليدات!الآن يعكف الخوص على كتابة عرض مسرحي كوميدي يسخر من الحال التي وصلته الدراما السورية، وخاصة الشامية التي أساءت لتاريخ أقدم عاصمة في العالم. العرض بعنوان «شوف الضو» (تأليف وإخراج كفاح الخوص وتمثيله مع رهف الرحبي) ومن المفترض أن يبصر العمل النور ويعرض على مسارح في دمشق نهاية العام الجاري!