يوم قدّم طوني خليفة برنامجه الفني الشهير «لمن يجرؤ فقط» على قناة lbci بين عامي 2002 و 2003، لم يكن ديكور العمل التلفزيوني مُكلفاً. بل كان يقتصر على كرسيين وسط جمهور يتفاعل مع الضيف. كان هذا الديكور هو الجامع بين الأعمال الفنية التي كانت تقوم على استديو بسيط مع القليل من عوامل الإبهار في الإضاءة. لكن في السنوات العشر الاخيرة، تبدّلت الأحوال بعدما غزت التقنيات المتطورة استديوهات الشاشة. راحت كل قناة تفتش عن ديكور مختلف يميزها عن زميلاتها ويجذب المشاهد إليها. وجدت المحطات أن المشاهد يبحث عن ديكور يشبه منزله، فتارة يشعر كأنّ الضيف يجلس بينه، وتارة أخرى يظهر ديكور المنازل التي اعتمدت في أكثرية البرامج على الضخامة من ناحية أثاث المنزل.
من هذا المنطلق، كانت تجربة أصالة نصري مع برنامجها «صولا» الذي قدّم قبل 7 أعوام على عدد من القنوات المصرية والخليجية، مميزة وبمثابة إنطلاقة متطورة لهذا النوع من البرامج. كانت المغنية السورية تجلس في منزلها ثم يطرق الباب، فتستقبل ضيفها الذي يكون نجماً. كان الموسم الاول من «صولا» الاكثر نجاحاً لانها اعتمدت على ديكور بسيط يشبه منازل الطبقة المتوسطة، وسط حوار غير متكلّف. لكن في الموسم الثالث والأخير من «صولا» حيث صور في الامارات العربية المتحدة، جلست صاحبة أغنية «سامحتك» في قصر مليء بالثريات الباهظة والأثاث العصري. كل هذه الضخامة لم تصب لصالح البرنامج الحواري، فغاب عن الشاشة. من جانبها، تختلف تجربة إسعاد يونس عن تجربة زميلتها اصالة نصري. فقد نجحت الممثلة المصرية في تقديم برنامج «صاحبة السعادة» على قناة cbc. تجلس النجمة في استديو على شكل منزل متواضع والى جانبها الفرقة الموسيقية، بينما يقوم الضيف بالغناء بحريّة. تفوّق «صاحبة السعادة» على جميع البرامج الفنية لأنه لا يقوم على عنصر الإبهار ويعطي أولوية للحوار والاسئلة.
في لبنان، يبدو أن عادل كرم سيكون أمام تجربة تشبه برنامجي «صولا» و«صاحبة السعادة». فقد قرّر الممثل الانتقال من البرنامج الساخر «هيدا حكي» على قناة mtv، لتقديم برنامج فني مستوحى من عالم الـ entertainment. يجلس عادل في استديو على شكل منزل وينتظر زواره. أما جاراه عباس جعفر وأديل جمال فهما مزعجان ويقومان ببعض المقالب لإزعاج الضيف. مع العلم أن البرنامج قد يتمّ تغيير توقيته من مساء الثلاثاء كما إعتاد متابعو «هيدا حكي» ليوم آخر سيحدد لاحقاً. فهل تكون نقلة نجم شخصية «أبو رياض» من الحوارات الساخرة إلى البرامج الفنية صائبة؟