بمجرّد أن تقول حمص، فيعني ذلك أنّ الفكاهة ستكون حاضرة في كل تفصيل يخص هذه المدينة. لكن عند اقترابنا جغرافياً من إحدى المناطق التابعة لها مثل «وادي النصارى»، فسيحتل سحر الطبيعة المشهد كاملاً، خصوصاً أنّ هذه البيئة الجميلة تلعب دوراً جوهرياً في التكوين الشخصي لأبناء تلك المنطقة الغنية بشكل خاص. هناك، فتحت المغنية السورية الشابة ميرنا ملّوحي عينيها على تراكمات بصرية شكّلت ذاكرتها، وأسهمت في تأسيس ثري لذائقتها الفنية، وسط مجتمع منفتح يخلق من الطقوس الاعتيادية حالة مهرجانية تدار وسط قالب اجتماعي احتفالي، يمكن الحديث عنه درامياً، بصورة شيّقة. وعلى الرغم من دراستها للأدب الإنكليزي، إلا أنّها راحت نحو تلمّس موهبتها الصوتية بأداء التراتيل الدينية أوّلاً، ثم إعطاء شكل أكاديمي واحترافي لهذه الموهبة من خلال دراسة الصولفيج والغناء الشرقي على يد أساتذة «المعهد العالي للموسيقى». بعدها، جرّبت التعاون مع أعضاء فرقة «طرب دهب» التي يقودها المايسترو براق تناري، لتكون النتيجة مجموعة حفلات في المراكز الثقافية و«دار الأوبرا». على مستوى فردي، أنجزت ملّوحي أغنيات وطنية وكلاسيكية، وجرّبت مراراً تطويع السوشال ميديا لبناء حضور جماهيري من خلال غناء أيقونات الطرب العربي بدون موسيقى، لتظهر جمالية وإمكانات صوتها. كلّ ذلك كان بمثابة تمهيد لبدء مشاركاتها في مطارح أكثر انتشاراً ضمن مهرجانات محلّية مكرّسة مثل «مهرجان القلعة و الوادي» و«مهرجان بلودان» وفعاليات «معرض دمشق الدولي». أما اليوم، فتحط الفنانة الشابة في «مهرجان دمشق الثقافي» الذي انطلقت فعالياته قبل أيّام على مسرح «مجمّع دمّر» وسيستمر لغاية السابع والعشرين من تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي، ويتضمّن فعاليات ثقافية وفنية وأدبية منوّعة إضافة إلى معارض تشكيلية. على أن يرافق ميرنا في الموعد المغني عماد رمّال، فيما يقودها أنس ناشر.

الليلة ــ الساعة السادسة مساءً ــ مسرح «مجمّع دمّر» (دمشق). الدعوة عامة. للاستعلام: 00963113113324