منذ أشهر عدة، اكتظت وسائل الإعلام العالمية بقضية اللاجئة السورية دعاء الزامل التي شهدت على أقبح حوادث الغرق إبان ارتحالها مع عائلتها بحراً إلى السويد هرباً من الحرب السورية. القصة التي أعادت إنتاجها المتحدثة باسم إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الألمانية مليسا فليمينغ من خلال مؤلَّف «دعاء الأمل حملني فوق البحر» الصادر في شباط (فبراير) الفائت، باتت اليوم في عهدة المنتجة والكاتبة الأميركية لينا دونهام (32 عاماً) التي ستتولى توليفها سينمائياً ضمن مشروع يضم المخرج والمنتج ستيفن سبيلبرغ وجيفري جيكوب أبرامز، بالإضافة إلى عارف حسين كمنتج تنفيذيّ. المشروع الذي صرحت عنه دونهام عبر تغريدة نشرتها عبر صفحتها على تويتر، وإن ألقى ترحيباً من فئة محدودة من النشطاء الافتراضيين كونه يصب في قلب مواجع اللجوء ومحنه، إلا أنه وجد استهجاناً وشجباً عند عدد لا يُستهان به من المغردين.

هؤلاء الذين لم يتوانوا، طوال الساعات الماضية، عن الإجهار بسخطهم إزاء خطوة استقدام كاتبة بيضاء وأميركية لتتويج العمل، حاججوا بأن فِعلاً كهذا لا يندرج سوى في خانات تلميع صورة الرجل الأبيض على حساب من هم أولى بتوصيف مصاعب النزوح والهجرة القسرية عن الوطن. وضمن الردود الاحتجاجية على انضمام المنتجة الحائزة جائزتيْ «غولدن غلوب» إثر عمليْها «أثاث صغير» (2010) و«فتيات» (2012)، نشر أحد الناشطين ما جاء فيه: «لينا، لا تفعلي ذلك أرجوك! إنها ليست قصتك لتنتجيها. دعي سورياً يقوم بذلك رجاءً!»، فيما أدرج آخر التالي: «على أي فرد في موقعك أن يمنح اللاجئين الحقيقيين فرصة إخبار قصصهم. نود أن نسمع أصواتهم، لا صوتك»