مرّة جديدة، الجنازة حامية في الشّام والميّت ليس سوى «باب الحارة». بعد سلسلة من النزاعات حول حقوق ملكية المسلسل الأكثر شهرة في الوطن العربي، يبدو أن المنتج محمّد قبنّض قد أحكم الخناق على غريمه بسّام الملّا، وهذه المرة بقرار محكمة صدر بتاريخ 2 تشرين الأول (أكتوبر) وقد حصلت «الأخبار» على نسخة منه (أنظر أدناه). وبموجبه تثبّتت ملكية الجزء العاشر من المسلسل لشركة قبنّض، بعدما اتفق مع صاحب الفكرة والحقوق الأصلية الكاتب مروان قاووق بأن يرفع دعوى ضده في المحكمة، من أجل تثبيت ملكية المسلسل باسم الجهة المنتجة بعدما اشترت حقوق العمل كاملة. على أن يحضر الطرفان أمام القاضي ويقرّا بالبيع وسداد كامل الالتزامات المالية، وهو ما حصل فعلاً. وبناء عليه، صدر قرار المحكمة الذي ثبّت ملكية الجزء العاشر لقبنّض بعدما كان الاتفاق مع الملّا أن يتركه ينجز الجزء التاسع بمفرده، ثم ينتجان ثلاثة أجزاء مع بعضهما. لكّن «الآغا» أخلّ بالاتفاق، فسلك قبنض طريق القضاء. وبسبب هذا الحكم فقد أوعزت «لجنة صناعة السينما» في دمشق إلى «دائرة رقابة النصوص» بكتاب رسمي حصلت «الأخبار» على نسخة منه يملي عليها ضرورة إعادة نص شركة «ميسلون» (بسام الملا) الذي كتبه فؤاد شربجي ويفترض أن يخرجه مؤمن الملّا، لعدم الجدوى من تقديمه، إلى حين ورود قرارات تخالف القرار الذي صدر أخيراً من المحكمة، كونها لم تعد حالياً صاحبة حق بإنجاز العمل. وكانت «ميسلون» قد تقّدمت بنصّها إلى الدائرة المختصة في التلفزيون السوري من أجل أخذ الموافقات اللازمة للبدء بالتصوير . علماً بأن النص أخذ بعداً تاريخياً هذه المرة، وجرّب صاحب الحكاية التركيز الحقيقي على نشاط الكتلة الوطنية في تلك المرحلة التاريخية المهمة والابتعاد عن الاستعراضات و «البوجقات» وسحب الخناجر وأتى على ذلك المناضل عبد الرحمن الشهبندر بالاسم، وهو الطبيب والسياسي السوري الذي يعتبر العقل المدبّر لـ «الثورة السورية الكبرى» ضد الاحتلال الفرنسي من دون وجود فعلي لشخصية «أبو عصام» (عبّاس النوري) الذي أراد بسّام الملّا أن يطيح به في هذا الجزء، كونه يطلب أجراً عالياً يتجاوز 200 ألف دولار أميركي. لكن رغم غيابه، إلا أن الشخصيات كلّها تأتي على ذكره وتسأل عنه، كأن الشخصية غابت على صعيد الحضور، لكّنها ظلّت على مستوى الذكر في سبيل الإبقاء على أثرها بالنسبة للمشاهد وخلق حالة تشويقية حول مصيرها وإمكانية عودتها. أما عن سبب التضحية بالنجم عبّاس النوري هذه المرّة، فتشير المعلومات إلى أن الموضوع يتعلّق بالجانب المادي فقط. وغالبية الظن بأن تتخلى قناة MBC عن المشروع، كونها صارت تدعم بكل إمكانياتها منتجها السعودي المتمثّل في مسلسل «العاصوف» (بطولة ناصر القصبي وإخراج المثنى صبح) الذي صورت منه جزءين وستبدأ قريباً في تصوير الجزء الثالث، ومن غير الممكن إقحام منافس لمنتجها المفضّل الذي تطمح لحصاده جماهيرية عالية. مع ذلك، تمكّن «الآغا» من تأمين بيع أوّل إلى محطة خليجية هي «عمان» بمبلغ ممتاز، يخوّله استكمال تصويره في دمشق تحديداً، على أن يبيع لمحطات أخرى كبيع ثان في شهر رمضان، لكن كل ذلك صار مرهوناً إما بالدخول في معمعة القضاء والطعن بالحكم الذي حصّله قبنض وانتظار النتائج. وذلك سيأخذ وقتاً طويلاً والزمن لم يعد في صالح أحد، وإما الاتجاه نحو تسوية مالية أو شراكة مع صاحب الحقوق الفعلي، وهو الاحتمال المرجّح. وتنتظر الرقابة بأن تتقدّم شركة «قبنض» بنص مروان قاووق كاملاً علماً بأنه أنجز حتى الآن حوالي 15 حلقة فقط.