أمس، خلّفت جريمة مقتل المذيع البريطاني المعروف غافين فورد (1956-2018) في منزله في «بيت مري»، صدمة كبيرة لدى متابعيها. الأخير الذي اشتهر ببرنامجه الصباحي «غافين فورد إن ذا مورنينغ»، على إذاعة «راديو وان»، أضحى خبراً بارزاً على المواقع الإخبارية الإلكترونية، والتقليدية، وعلى المنصات الإفتراضية أيضاً. لكن بين عبارات الصدمة، والرثاء، تبدت سقطات إعلامية وأخلاقية، تمثلت في نشر صورة جثة المغدور العارية، يتوسّد الأرض في غرفة نومه في خرق واضح للخصوصية ولحرمة الموت وكرامة المتوفي.

صورة، اثارت بلبلة عارمة، وسخطاً من قبل محبيه، لما فعلته المنصات الإعلامية في سبيل المنافسة وتحقيق «السكوب»، إضافة الى نسج روايات حول هذه الجريمة، من دون الإلتفات الى الأخلاقيات المهنية التي تحكم عملها. والأنكى من ذلك، إقحام حياة المذيع الخاصة في كل ما يحصل، وعبرها تبرير الجريمة التي حدثت في «بيت مري». إنحطاط واضح لسلوكيات الإعلام وحتى لرواد السوشال ميديا. يضاف إلى ذلك دور الأجهزة الأمنية التي سمحت بتسريب الصورة، ومحضر التحقيق الذي يفترض أن يظل سرياً، وإذ به يخرج إلى العلن مع مضمون صادم في العبارات والمفردات المستخدمة!