كما كان متوقعاً، لم يمر بسلام حديث النجم عبّاس النوري عن القائد صلاح الدين الأيّوبي ضمن لقاء مع برنامج «المختار» (باسل محرز على إذاعة «المدينة. إف. إم»). بعدما اعتبر بأنه «من المؤسف أن يكون تمثال صلاح الدين في منتصف دمشق، وما هو إلا كذبة صالحَ على القدس وأعاد اليهود إليها وأباد الفاطميون في مصر»، إذا بحملة وهجوم كاسح يشنّ ضد الرجل، مع ابتعاد هذه الحملة عن أي ضوابط، بل كان قوامها الشتيمة والانفعال والتعاطي المقدّس مع الشخصية التاريخية، واتهام النوري بالطائفية من دون أن يخرج تعليق واحد يناقش بموضوعية المعطيات التاريخية التي أدلى بها النوري، خاصة أنها موضع خلاف. علماً أنّه يكرر الفكرة التي رددها منذ فترة الكاتب المصري يوسف زيدان وخاض على أثرها عراكات شرسة مع مؤرخين إسلاميين وشيوخ «الأزهر».منذ الأمس والمشانق الافتراضية تعلّق لبطل «ليالي الصالحية». نُسف كل منجزه الفني واختصر بشخصية «أبو عصام» ومسلسل «باب الحارة» واعتبر عدد كبير من المهاجمين بأن من ارتكب خطيئة تزوير تاريخ دمشق في المسلسل المذكور، وتشويه سمعة مدينة عريقة بأكثر الوسائل تداولاً بين الناس أي التلفزيون، لا يحق له أن يتحدّث في التاريخ، ولا يجوز أن يحيل شخصية بحجم صلاح الدين إلى «كذبة» مثلما قال. لكن الكفة سرعان ما توازنت بعدما دخل كتّاب وإعلاميون على الخط في محاولة للحد من الحملة الموجهة ضد الممثل المعروف، والمطالبة بالنقاش الفعلي، والرد على المعلومة بمعلومة مغايرة، ومواجهة المنطق بنظرية جوهرية تجادله وترد عليه، أو على الأقل تفعّل البحث عن حقائق مختلفة، فإما أن تنفي وجهة النظر أو تصوّبها، أو على الأقل يكون النقاش حضارياً. ومن ثم تساءل هؤلاء: هل تستحق أي شخصية تاريخية كل هذه القداسة والاستماته بالدفاع عنها؟