لم يعد الممثل السوري أدهم مرشد (1973) ينتظر الكثير من مهنة التمثيل محلياً على الأقل! منذ تخرّجه من «المعهد العالي للفنون المسرحية» وحتى اليوم، تطرح عليه الأدوار ذاتها، فيبذل ما بوسعه ليترك بصمته، لكّن جهوده غالباً تذهب لصالح غيره، فالرجل الذي يمتلك موهبة وأدوات ومخيّلة تفوق مقدرات الممثل العادي، احترف مع مجموعة كبيرة من زملائه مهمّة تدعيم الصفوف المتأخرة عن المقدمة، لحماية ظهر البطل ودفعه نحو حصاد مزيد من الجوائز والأوسمة! لا يسرف مرشد الوقت الكافي للعناية بموهبة الكتابة التي يمتلكها، سواء الشعر المحكي، وكلمات الأغاني، أو تأليف الدراما، رغم أنه قبض على قلوب غالبية السوريين عندما صاغ معاناتهم على شكل كلمات أغنية «اسهما شآم» (غناء آدم). وسبق أن أنجز لوحات مميزة لسلسة «بقعة ضوء» التي كان أحد نجومها، وكتب مسلسلاً للانترنت بعنوان «روم ميت» (شريك سكن- تأليفه وإخراج الراحل مازن السعدي) من دون أن تفكّر شركة إنتاج في استثمار هذه الموهبة من شخص يعرف تماماً مزاج السوق، وهموم الوسط الفني، ورغبة الجمهور، وعقلية المحطات... ربما الملل ينتصر دائماً على «حمّودة» (نسبة لدوره في «ذكريات الزمن القادم» لهيثم حقي) ويحرفه عن صنعة الخلق الدرامي، إذ لا يتمكّن من إكمال جلسة ولو ودية في مقهى مدّتها ساعة زمنية. يمكن أن يحضر مباراة في الدوري الإسباني في مكانين مختلفين! يقول في دردشة عابرة مع «الأخبار» بأنها تركيبته الشخصية وهي «التي جعلتني أسافر. أمضي وقتاً في أميركا أكون مشتاق فيه لدمشق، وما إن أصل حتى تخلق لدي رغبة بالسفر مجدداً، عدا عن أنني شخص غير اجتماعي أميل دائماً للعزلة». حصل مرشد على الجنسية الأميركية وما زال يطمح للاشتراك في عمل هناك، ويشتغل على هذا الموضوع بشكل جدي. يفرح بشكل عميق عندما تأتيه مباركات على دوره في «التغريبة الفلسطينية» (2000 كتابة وليد سيف وإخراج حاتم علي), رغم المدة الطويلة التي مرّت على إنتاجه، احتفى به جمهور قناة «لنا» عندما عرضته أخيراً.يشارك مرشد هذا الموسم في مسلسلين هما «حركات بنات» (سعيد الحناوي ومحمد سليمان معروف) الذي ينفّذ بميزانية متواضعة ولا يعد بشيء مختلف. ينطلق من خلال شخصية خالة وثلاث فتيات ينتقلن للعيش معها بعد وفاة والديهن. يتقدم أحد الشبان الأغنياء لطلب الزواج من الخالة ليظهر لهن لاحقاً فقر حاله، وتبدأ المشاحنات بينهم ضمن مواقف طريفة. كما يؤدي دوراً في «كونتاك» (ورشة كتابة بإشراف رانيا الجبّان وإخراج حسام الرنتيسي). العمل عبارة عن لوحات كوميدية تعتمد على مجموعة أنماط ثابتة لتجابه فساد ما بعد الحرب والمفارقات التي تعيشها البلاد نتيجة ما عصف بها!