«إلعب كأنها الفرصة الأخيرة لتتفوق على نفسك! ابذل كلّ ما تملك لكي تنجح. أحياناً يجب عليك أن تتلاشى... اسمعوا: ليس من السيء أن تضعفوا بعض الوقت، لكن عندما تعودون اجعلوهم يحتارون! اذهبوا وبّيتوا لهم، اذهبوا ودعوهم يروا كم هو كبير وجبّار الوحش الذي بداخلكم، وكونوا على قمة تلك الموجة واصرخوا عالياً نسور سوريا سيصطادون النصر هذه المرّة». يظهر شاب أجنبي وسيم يردد الكلمات السابقة، في أحد ملاعب برلين، كأنه يمهّد لشكل الرسالة التي أراد إيصالها بعض الشباب السوري المغترب نيابة عن كلّ مغتربي الشام! لكن على طريقة معاصرة قوامها غناء الراب ضمن عمل يحمل عنوان «أبطال القارة» (غناء مالك الخال، إيهاب سكرية، موسيقى: ستايل استديو). تطلق الأغنية رسالة وجدانية، وتمدّ جسور تواصل حتى مع من لا يحبّذ هذا النوع الغنائي. ولعلّها تمثّل صوت كل السوريين خارج البلد، وتؤكد تضامنهم المطلق مع منتخب بلادهم، وتحاول إيقاظ روح التحدي داخل اللاعبين بطريقة بليغة، وتحفيزهم على تسجيل الأهداف بأسلوب يلعب بذكاء وحنكة على وتر العاطفة التي تمزج بين الخيبات المتلاحقة التي عانى منها المنتخب، والوجع الذي عاشته بلاده، وكيف يمكن لانتصار كروي أن يذهب أبعد من كونه تحصيلاً رياضياً. كلمات الأغنية تركّز على فكرة أن الضربة التي توجع هي نفسها التي تقوّي، كأنها حكمة تصلح للملعب، وللشعب الذي عانى من الفقد والتهجير وتبعات الحرب طويلاً، ثم يتباهى كلام الأغنية بتعداد الفرق التي سيواجهها المنتخب في نهائيات كأس آسيا، على خلفية لقطات متباينة بين عناصر الفرقة في برلين، وبين مشاهد حقيقية للاعبين، ولحظات فرحهم، وانتصاراتهم، وخيباتهم، وانكساراتهم. تصدح في المقدمة أصوات المذيعين العرب الذين تغنّوا بالإرادة والعزيمة لهؤلاء اللاعبين، أثناء تصفيات كأس العالم الأخيرة. تجرّب هذه الأغنية أيضاً أن تقول في مكان ما بأن الحلم مشروع، ولا شيء يمكن أن يكون مستحيلاً، وبأن قلوب 23 مليون سوري ستعلّق على تحصيل هذا المنتخب، من دون أن تغفل القاعدة التي تقول «نعم نستطيع»، ولا تغفل حجم التعاطف السوري في جميع أنحاء العالم وجمع تضامنات عالمية من خلال تصوير أشخاص من جنسيات مختلفة وهم يرفعون لافتات الدعم للمنتخب!