كالعادة، يُطلق روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بين الفترة والأخرى تحديّات علنية بين مجموعة أشخاص بعضهم مشاهير، بقصد الترفيه والتسلية والمتعة أو الفائدة في مرات ثانية. سبق أن تداول الناشطون تحديّات تعتمد على ذكر قائمة بأهم الأفلام أو الكتب التي أثرّت في حياة كلّ شخص. وأخيراً، انتشر تحدّ لا طعم له ولا رائحة بين مشاهير الدراما السورية يعتمد على مبارزة كلامية في العتابا، قائم على أن يبدأ الشخص الذي نُقل إليه التحدي من الكلمة الأخيرة التي أنهى بها الشخص الذي تحدّاه. وسرعان ما انضمت إليه غالبية نجوم الدراما السورية، وانتقل إلى نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم! واللافت أنّ غالبية الكلام الذي كان يُقال، عبارة عن تجميع بائس ليس له علاقة لا بالشعر المحكي ولا بالعتابا، بل حالة استعراض غير موفقة! حينها، انتشر تحدٍّ بين شعراء عرب كان أكثر رصانة وفائدة، يشكّل اختباراً لقدرة الشاعر على الارتجال إلى حدّ ما... لكن مع العواصف الأخيرة التي ضربت منطقتنا، اختار ممثلون سوريون شباب تحدياً خيرياً من نوع مختلف.


بعدما كتب الممثل السوري الشاب وائل شريفة على صفحته الشخصية على فايسبوك يسأل عمن يعرف طفلاً مشرّداً بحاجة لمأوى ليستضيفه في بيته لحين انقضاء المنخفضات على الأقل، طالبه رفاقه على صفحته بأن ينزل بنفسه إلى الشارع وسيجد كثيرين. لم يكذّب الرجل خبراً، بل سطعت في ذهنه فكرة تحدّ جديد. صحيح أنّها تبدّد سرية عمل الخير المفروض فعله بصمت تام، لكنّها تساعد على انتشار التضامن الإنساني الضروري خصوصاً في هذه الظروف. تحدّى شريفة الناس للذهاب إلى أطفال محتاجين وتقديم كلّ ما يستطيعون من مساعدات عينية ومالية بحسب قدرتهم، وتصوير أنفسهم معهم ضمن فيديوات قصيرة، قبل أن ينقل المرء التحدّي إلى شخص آخر على أن ينفّذه خلال مدة زمنية قصيرة. شاركته التحدّي الأوّل الإعلامية السورية مروة العودة، ونقله إلى زميله الممثل الشاب باسل طه الذي لبّاه على الفور طالباً في الفيديو الذي صوّره ألا يظهر الشخص نوع مساعدته، أو أي تفاصيل عنها احتراماً لمشاعر الطفل المحتاج، والاكتفاء فقط بتحفيز شخص آخر ودفعه لفعل خير مشابه. ووضع طه التحدي في ملعب النجمة تولاي هارون!