لن نأتي بجديد لو قلنا بأن النجمة السورية ندين تحسين بيك معتزلة الحياة الاجتماعية بمفهومها العام! من الصعب العثور عليها في افتتاح فيلم، أو حفل عام، ولا حتى في مقهى شعبي! تفضّل ابنة النجم المخضرم حسام تحسين بيك الوحدانية، بسبب خجلها من المديح والغزل، ولأنها لم تتمكّن عبر الزمن من التخلّص من حساسيتها الزائدة، ولا من إمتلاك مفاتيح خبرة إنسانية تخوّلها للحكم السليم على من تتعامل معهم من البشر. هكذا، لن يكون هناك خيار رابع بالنسبة للأماكن التي تتواجد فيها: إما بيتها، أو بيت أهلها، أو موقع التصوير. الأخير يقتنص الحصة الأهم من حياتها رغم أن موهبتها كانت تخّولها للتصدي لأدوار أهم، لكن الفرص توّزع بناء على العلاقات العامة في كثير من الأحيان، وهو الجانب الذي يمثّل نقطة ضعفها، إلى درجة مثلاً أنها لم تعرف المحافظة على مكانها كبطلة مطلقة بعدما جسدتها مناصفة مع النجم عبّاس النوري في «قلبي معكم» (أمل حنا وسامر البرقاوي). على أيّ حال، لا تتوانى الممثلة عن اعترافها بالكسل والعجز عن ملاحقة الأحلام والمواظبة على تحقيقها. لذا فإن تجاربها في الإخراج السينمائي ستظّل في إطار الهواية. كما أن اهتماماتها الموسيقية وبراعتها في الأداء الغنائي لم تجيّر لصالح موهبتها الأساسية في التمثيل حتى الآن. يمكن لنجمة «أحلام كبيرة» (أمل حنا وحاتم علي) أن تعتذر عن عدم اللقاءات الإعلامية لخمس سنوات متتالية، إذا أزعجتها كلمة واحدة من المحاور، أو شعرت بأنه لا يعرفها كما يجب، أو لم يبذل جهداً كافياً في البحث عنها!على أي حال، بدأت ندين أخيراً تصوير مشاهدها في المسلسل الاجتماعي المعاصر «مسافة أمان» (إيمان السعيد والليث حجو) إلى جانب كاريس بشار وسلافة معمار وقيس الشيخ نجيب وآخرون. وتلعب في هذا العمل شخصية فتاة اسمها نهاد تمارس الحياة قسوتها عليها، فتضطر لأن تتمرّد على طبيعتها المسالمة وروحها الهادئة وتقرر أن تحيط نفسها بمسافة كافية من الأمان حتى ولو اضطرت المبادرة بالهجوم على أي خصم محتمل!
مهما كانت مساحة الدور، الأكيد بأن نجمة «أشواك ناعمة» (رانيا البيطار ورشا شربتجي) ستجسّده بمنطق خاص بها، ولو أردنا عدم التورط في أحكام مسبقة عن مدى نجاحها وبراعتها في جذب المشاهد نحوها، إلا أنه يمكننا القول بثبات من راقبها على مدار مشوار طويل بأنها تلعب بإيقاع متفرّد، كبصمة يدها لا يطابقها أحد!