مجرّد الحديث عن النجم السوري باسم ياخور يعني أننا صرنا في مكان خاص لممثل بارع يملك معطيات مرّنة، قادر على إدهاش المشاهد وحبس أنفاسه، خاصة أنه يمكنه البناء والهدم المتكرر في الكوميديا، كما تسانده أدواته لصياغة شخصية واضحة المعالم يؤسس لها منذ بدايات الحدث ويتركها تذهب نحو التصعيد اللازم. الرجل حصد نجاحاً غير مسبوق في «ضيعة ضايعة» (ممدوح حمادة والليث حجو) وتحّول اسم شخصيته «جودة أبو خميس» إلى ماركة تقضم حصّتها بشكل دوري من يوميات المشاهد. كذلك، لعب دور «أبو نبال» مثلاً في «الولادة من الخاصرة2/3» (سامر رضوان ورشا شربتجي وسيف الدين السبيعي). شخصيتان في ذروة التباين والاختلاف، عدا عن عشرات الشخصيات المختلقة عن بعضها جذرياً في «بقعة ضوء» وأعمال أخرى! لذا فإن كلّ كلام يشكك في خصوصية الكوميديان السوري هو إقحام ظالم لا طائل من أي تعاطِ جدّي معه! لكنّ يجب الوقوف مليّاً عند ما يفعله الياخور منذ عام حتّى الآن في ما يخص استنفاد إمكانياته وتبديدها في أماكن خاطئة. حصل الرجل أخيراً على تفويض قناة «لنا» لإنجاز كل ما يراه مناسباً، فبدأ بسلسلة اسكتشات بعنوان «ببساطة» (مجموعة كتاب وإخراج سيف الدين السبيعي). وقد صوّر جزءاً منها في دمشق على جناح السرعة بعيداً عن عيون الإعلام قرابة 50 لوحة عرضت أخيراً، وتركت آراء متناقضة. لكن منذ لحظة عرض البرومو، استنفر صنّاع العمل لدى تنويهنا للتشابه الواضح مع مشروع «بقعة ضوء» من ناحية الكركتيرات والممثلين والأفكار ومنطق التعاطي، فكان الخيار هنا محاولة فض الاشتباك وترك المشروع أطول وقت ممكن لمواكبته نقدياً. علماً أن بعض لوحات المسلسل تركت بصمتها بعمق وأنجزت بجدّة وطزاجة واضحة، فيما وقع الفريق في مطب التكرار في بعض اللوحات وإعادة تدوير اسكتشات مشغولة سابقاً من قبل هواة على السوشال ميديا. وقد عبّر فريق العمل عن عدم رضاه عن النتائج. إذ كتبت السيناريست رنا الحريري وهي إحدى الكاتبات الرئيسيات في العمل على الفايسبوك بأنها غير راضية عن الحالة الإخراجية. كما صرح المخرج سيف الدين السبيعي في لقائه على مع الإعلام المحلي عن عدم رضاه عن سوية العمل. أما الياخور، فلا وقت لديه للتقييم على ما يبدو وهو يذهب نحو استهلاك نفسه إلى الحد الأقصى. أثناء عرض هذه اللوحات، كان يقفز من قناة إلى قناة يحل ضيفاً على برامج منوّعة. أطلّ مثلاً مع رابعة الزيّات في برنامجها على قناة «لنا» ولبى دعوة كارلا حدّاد في برنامجها «في ـ male» على lbci. كما يطّل اليوم مع الكابتن عمر حسينو في برنامج «عنّا شو» (قناة «سما»). في هذا الوقت، كانت قناة «لنا» تعيد له بعض الأعمال التي لعب بطولتها (من بينها بقعة ضوء). وما إن انتهى عرض «ببساطة»، حتى سارعت القناة إلى إعادة عرضه، في الوقت الذي أطلّ فيه نجم «الخربة» (حمادة وحجو) كمقّدم لبرنامج «أكلناها» . الأخير فكرة أميركية في الأصل تعتمد على استضافة نجوم يتبادلون طرح الأسئلة المحرجة مع المقّدم. وفي حال رفض الإجابة، سيقع عليه خيار أكل طبق طعام مقزز! الحلقة الأولى عرضت الخميس الماضي واستضافت النجم محمد حداقي! كما العادة، ترك العمل التلفزيوني آراء متناقضة، منها ما اعتبر بأن الفكرة جديدة ومسلية، ومنهم ما راح نحو انتقادها خاصة أنها تثير تقزز المشاهد وهو يرى ضيفين يعانيان بردّات فعل القرف من الطعام المقزز، ويعتبر بأن مقدمه وقع في مأزق التهريج واستجداء الضحك. لكن الحلقة لم تمرّ على خير! عندما سأل حداقي مستضيفه أي كاتب يكرر نفسه سامر رضوان أم ممدوح حمادة، قرر الياخور الاجابة واعتبر بأن حمادة ربما سقط في هذا المطبّ أخيراً. علماً بأن آخر مسلسل له هو «الواق واق» (إخراج الليث حجو وبطولة باسم ياخور ومجموعة نجوم سوريين)، فإذا بحمادة ينفعل للحد الأقصى ويلقى شتائم مبتذلة بحق الياخور وضيفه على صفحته على الفايسبوك! وقد عرفنا عن حمادة استعلاءه على النقد وتعاطيه معه، على أنه مؤامرة تريد أن تطاله وتقلل من شأنه. بعد بدقائق قليلة حذف الكاتب المعروف تعليقه الشتائمي وقدّم اعتذاره معتبراً بأن ما حصل هو مجرّد انفعال وطلب من متابعيه أن يكون الأمر بهذا الحد!