منذ ظهوره بدور «هجرس» في مسلسل «الزير سالم» عام 2000، استطاع الفنان السوري الشاب تيم حسن جذب أنظار المشاهدين إلى موهبته. شكّل طالب المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، آنذاك، حالة خاصة رغم وجود مجموعة كبيرة من عمالقة الدراما السورية في المسلسل الشهير، الذي أخرجه حاتم علي، وكتبه الراحل ممدوح عدوان.هكذا لفت انتباه صناع الدراما، فأعطوه مساحة هامة من الأعمال التاريخية لسنوات عدة، لكن نجم «ملوك الطوائف» خرج بنجاح من النمط التاريخي، واقتحم الأعمال الاجتماعية بقوة في «الانتظار» و«زمن العار»، بالتوازي مع دخوله إلى السوق المصرية التي شكّل فيها رقماً صعباً.
ومع بدء الصراع السوري وهجرة الدراما، ظهرت الأعمال اللبنانية - السورية. غامر نجم «التغريبة الفلسطينية» بالدخول إلى الأعمال المشتركة المقتبسة عن قصص أجنبية والقائمة على قصص الحب والخيانة، من «تشيللو» إلى «نص يوم». وأخيراً حطّ في «الهيبة» (الجزء الأول لهوزان عكو وسامر البرقاوي)، ونال المسلسل جماهيرية كبيرة، خصوصاً في لبنان كونه يحاكي بيئة يقول صناع المسلسل إنها لبنانية. عوّلت شركة «صبّاح إخوان» بشكل أساسي على الكاريزما الخاصة التي يمتلكها النجم السوري الذي شكّل حالة جاذبة تشبه «المغناطيس»، وراهنت على «شيخ الجبل»، كحصان رابح تحولت شخصيته ومفرداته في ما بعد إلى علامة تجارية.
وإلى جانب مجموعة هامة من الممثلين والممثلات، أضافت الشركة إلى المسلسل عناصر جذب أخرى، منها ظهور قصير لنجم «ستار أكاديمي» ناصيف زيتون في أحد الأجزاء، كما قدم النجم السوري أغنيات مخصصة للمسلسل حققت ملايين المشاهدات.
واعتمد صناع المسلسل فكرة وجود فنانة جديدة في كل موسم إلى جانب «الملك فاروق»، وتحول «الهيبة» بهذه التركيبة إلى مسلسل طويل، ونجح شعبياً. لكن ذلك لم يجنبه الانتقادات الجوهرية، التي طالت الحكاية والنص والإخراج، واتهمه بعضهم بتمييع وتسطيح قضية تهريب السلاح، والتعتيم على قضية الحشيش والمخدرات، إضافة إلى الجهل في طبيعة العشائر البقاعية، والاستعراض الزائد الذي حوّل بعض مشاهد المسلسل إلى ما يشبه الفنتازيا أو أفلام الكارتون!
ضربت الشركة المنتجة بكل هذه الانتقادات عرض الحائط، وأرادت الاستثمار في «الهيبة» حتى النهاية كمشروع تجاري بحت يدر عليها أموالاً طائلة. ورغم انخفاض شعبية الجزء الثاني «الهيبة ـ العودة» الذي كتب على عجل وفق أسلوب الفلاش باك، أنتجت الشركة جزءاً ثالثاً يعرض هذا الموسم بعنوان «الهيبة - الحصاد» (لباسم السلكا وسامر البرقاوي). في المشهد الأول من الجزء الثالث، (mbc وmtv) كرر «جبل» اللازمة المعتادة «لا تهكليه للهم» التي رافقته خلال أجزاء المسلسل السابقة.
انتقل زعيم المافيا الذي لا يشق له غبار إلى بيروت، وأصبح صاحب «الهيبة» رجلاً عادياً، يشبه أي بطل رومانسي في مسلسلات رمضان ذات الأفكار المستهلكة، ويعيش تاجر السلاح مع الصحافية «نور» (سيرين عبدالنور) قصة حب من أول نظرة.
مع ذلك لا يزال «الهيبة» محافظاً على نسب مشاهدة جيدة، ويحتل مراتب متقدمة على قائمة الترند الخاصة بـ «تويتر» يومياً، فهل أنقذ جبل «الهيبة» من السقوط لثلاث سنوات متتالية، ووقع هو في فخ الأدوار النمطية؟ أم أنها مجرد مرحلة عابرة في مسيرة نجم «الانتظار»، في ظل منطق تجاري بحت فرض نفسه على الجميع، وصراع محموم على «الراتينغ»، و«التراندينغ» وأصبح الفنان في هذه المعمعة «مجبوراً» على تلبية شروط السوق ولو خلافاً لقناعاته!.

«الهيبة..الحصاد»: 20:30 بتوقيت بيروت على mtv، و18:00 على mbc