مقارنة بباقي المسلسلات التي قدّمتها كارين رزق الله في رحلة كتابتها للدراما التلفزيونية، يمكن القول بأن مسلسل «إنتي ومين» (إخراج ايلي حبيب ــ mtv) هو الأكثر عمقاً في مشوارها. في أعمالها السابقة، غرقت كارين في العموميات وتشتت أفكارها، لكنها اليوم تقدّم عملاً أشبه بسبحة مترابطة حبة تلو الأخرى. يحاكي المسلسل كل لبناني عايش الحرب وتبعاتها، وتعكس كل شخصية في المسلسل هموم المواطن الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية. فكم من عائلة تعاني من الرشوة، وكم من عائلة تركت الحرب فيها ندوباً نفسية لا تمحى؟ كل هذه العناصر جمعتها كارين في «إنتي مين» الذي يأخذنا إلى عائلتين: الأولى هي عائلة جهاد (كارين) الفتاة العفوية وصاحبة الشخصية الفريدة التي تعيش صراعاتها ومشاكلها، وكذلك حلولها. يمكن القول بأنها جرّبت كل شي، حتى الانتحار! وسط ذلك، يتألّق حضور نقولا دانيال بدور والد جهاد. إذ يجسد شخصية الرجل الذي لم يشف من الحرب، بل ما زال يعيش الخوف وانعدام الأمان. أما العائلة الثانية فهي عائلة «البروفسور نسيم» (عمار شلق). تباعاً، تتصاعد الأحداث التي ترتبط العائلتين معاً بين الماضي والحاضر والمستقبل. قدّمت كارين شخصيات تعيش على الذكريات، هي قصة جيل مسروق من أحلامه، غدر به القدر، لكنه لا يزال يضحك على نفسه.-----
* «انتي مين؟» يومياً 21:30 على mtv