تألقت الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز وزميلها ومواطنها أنطونيو بانديراس، على السجادة الحمراء في «مهرجان كان السينمائي الدولي» أوّل من أمس الجمعة حيث حضرا أحدث أفلام المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار «الألم والمجد» الذي ينافس على السعفة الذهبية. ارتدت كروز فستاناً مزركشاً باللونين الأبيض والأزرق في العرض العالمي الأول للشريط، وظهرت إلى جانب بانديراس وألمودوفار الذي ارتدى سترة سوداء ونظارات شمسية. يجسد بانديراس في فيلم السيرة الذاتية هذا، دور مخرج معذب يتأمل طفولته وعلاقاته الرومانسية ومسيرته المهنية بينما تلعب كروز دور أمه في شبابه. علماً بأنّ أفلاماً عدّة لألمودوفار أطلقت نجومية هذا الثنائي العالمية، من بينها Tie Me Up! Tie Me Down! في 1989.في حديث تلفزيوني أثناء التوجّه إلى صالة العرض، قال ألمودوفار: «سكبت الكثير من نفسي في هذا الفيلم. لكن بمجرد أن تبدأ الكتابة، لا بد من أن يستحوذ عليك الخيال».
من ناحيتها، قالت المخرجة الفرنسي ماتي ديوب (1982)، وهي أوّل امرأة من أصل أفريقي تنافس على السعفة الذهبية في هذا الحدث بفيلم Atlantics، إن وصولها إلى هذه المرحلة جعلها تشعر بالحزن، ولكنه أظهر كم الجهد الذي يتعين بذله من أجل تحقيق المساواة في صناعة السينما. ويعد «أتلانتيكس» أوّل شريط طويل لديوب، وهو يتناول تبعات رحلات المهاجرين على أسرهم الذين يتركونها. اعتمد «أتلانتيكس» على فيلم وثائقي قصير لديوب في عام 2009 عن سنغالي لقي حتفه أثناء عبوره البحر إلى إسبانيا، فيما حاول الشريط التركيز على النساء اللواتي يتم تركهن بعد اختفاء مجموعة من الرجال خلال رحلتهم للهجرة.
في هذا السياق، قالت ديوب إن الرغبة في رؤية تجسيد حياة السود على الشاشة كان الدافع وراء الفيلم، مشيرةً في مؤتمر صحافي إلى أنّه «كانت ضرورة وضرورة ملحة جداً... لم يكن المحرك الوحيد للفيلم لأنه ليس محركاً كافياً لكتابة قصة، ولكن في نهاية السيناريو كنت مثلما أنا الآن أريد أن أرى هؤلاء الممثلين السود... وأناس كثيرون يحتاجون ذلك». علماً بأنّه المخرجة سنغالية الأصل سلكت طريقاً غير معتاد للوصول إلى «كان»، إذ عملت مع مجموعة من الممثلين الذين يظهرون للمرة الأولى وتم التعرف على بعضهم في شوارع دكار. وعن كونها أوّل مخرجة من أصول أفريقي تحصل على هذا الترشيح، قالت ماتي: «أول شيء شعرت به كان بعض الحزن فهذا يحدث الآن فقط اليوم في 2019 . إنه متأخر جداً... إنه أمر لا يمكن تصوره ... مثل هذه الأمور لا تزال تمثّل حدثاً اليوم... إنّه موضوع يعيد دائماً إلى الأذهان أنه ما زالت هناك حاجة للقيام بقدر كبير من العمل».