على عكس المنطق السائد في هذا العصر، تعيش الفنانة السورية سمر سامي في شبه عزلة عن المجتمع «الفني» القائم على المجاملات والمظاهر، وامتدت هذه العزلة إلى العالم الافتراضي الذي قاطعته بكافة أشكاله. هكذا غابت ابنة حي «الخالدية» في حمص عن الإعلام، ولكن النجمة الستينية حاضرة بقوة بشكل متواصل منذ أكثر من 40 عاماً على الشاشتين الصغيرة والكبيرة من خلال مهنتها كممثلة، ويكاد اسمها لا يغيب عن أهم الأعمال الدرامية في كل موسم.ترفع بطلة «الندم» من قيمة أي عمل تشارك فيه، رغم أنها ليست من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، حتى إن نجمة «لعنة الطين» لم تكمل تعليمها في المدرسة الابتدائية، التي هربت منها بعد أول صفعة تلقتها من معلمة جاهلة. فتعلمت القراءة بنفسها، وفك الحروف المكتوبة على أغلفة المجلات وصلت إلى قراءة روائع الأدب العالمي.
تطل صاحبة «أحلام كبيرة» هذا الموسم بعملين: الأول «عندما تشيخ الذئاب» (سيناريو حازم سليمان وإخراج عامر فهد/ إنتاج «أبوظبي» وشركةI see Media/ «أبوظبي» 20:00 بتوقيت بيروت). بقوة «الخيزران» والدة هارون الرشيد، تظهر «الجليلة» في «عندما تشيخ الذئاب» كامرأة صلبة، انقلب الزمان على عائلتها الثرية، فتزوجت من كاتب عدل فقير، ولكنها بقيت متمسكة بأصولها. تعيد «الجليلة» في كل يوم على مسامع  ابنها الوحيد «المحامي عزمي» حكاية عائلتها وتاريخها، وكرم جده، كي لا ينسى جذوره.
وبين القوة والضعف، تظهر نجمة «زمن العار» امرأة ضعيفة مريضة نفسياً ومتلبّسة بجني في ساعات الفجر الأولى، وسيدة مجتمع مخملي بكامل الأناقة و«البرستيج» في النهار.
أما العمل الثاني الذي تظهر فيه هذا الموسم فهو «أثر الفراشة» (كتابة محمود عبد الكريم  إخراج زهير قنوع) وتلعب فيه دور البطولة إلى جانب الفنان عبد الهادي الصباغ.
والعمل من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي (مشروع «خبز الحياة») وقصته مستوحاة من رائعة ماركيز «الحب في زمن الكوليرا».
صنعت سمر سامي مكانتها الفنية بصمت. وفي كل مرة تستحوذ «أخت الزير سالم» على المشهد وتشكل محوراً للعمل مهما كان عدد مشاهدها، وتحتفظ في خياراتها الفنية بالكثير من الخصوصية، ونادراً ما تشارك في عمل دون أن تترك انطباعاً مؤثراً لدى الجمهور.
وعلى أرض الواقع، لا تزال تعيش مأساة الناس وهمومهم اليومية، في مدينة «جرمانا» قرب دمشق، التي لم تهجرها بسبب الحرب. بعيداً عن أضواء المهرجانات وأغلفة المجلات، تحولت نجمة «شجرة النارنج» بمساعدة عرابها الأول المخرج السوري فردوس أتاسي، من فتاة صغيرة تغني أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز في نادي «الموغامبو» في حلب، إلى فنانة من الدرجة الأولى، وحققت معجزة فنية.
----
* «عندما تشيخ الذئاب» 20:00 بتوقيت بيروت على «أبوظبي»