الجدل حول الادعاءات الإسرائيلية بملكية الأطباق الشرق أوسطية مستمرّ منذ عام 1948. والآن، بات الممثل الكندي من أصل مصري مينا مسعود آخر المنضمين إلى هذه المعركة، إذ أصبح أخيراً في مرمى نيران روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بعد قوله إنّ المطبخ العربي هو إسرائيلي. صحيح أنّ هذه التصريحات تعود إلى فيديو نشره مينا عبر حسابه Evolving Vegan على إنستغرام في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، إلا أنّها برزت إلى الواجهة اليوم بعد ازدياد اهتمام مستخدمي السوشال ميديا به بعد تأديته لشخصية «علاء الدين» في الفيلم الجديد الذي أطلقته «ديزني» أخيراً (إخراج غاي ريتشي). مع العلم بأنّ إشارات مسعود العديدة إلى جذوره المصرية، واستخدام لهجته المصرية بطلاقة في المقابلات الإعلامية، جعلته أقرب إلى جماهيره المصرية والعربية، لكنّها في الوقت نفسه وضعه تحت الأضواء كشخصية عامة.
وبحسب موقع Middle East Eye، ظهر الفنان المولود في 1991 في مقابلة مع صاحب مطعم Aviv في بورتلاند في ولاية أوريغون الأميركية، والذي يقدم الأطباق الشرق أوسطية التي قال مسعود إنّها «مستوحاة من إسرائيل».
وقبل أيام، استخدم هذا الفيديو في هجوم افتراضي على مينا مسعود لتبنّي الخطاب الإسرائيلي الذي يزعم بأنّ الطعام الفلسطيني وغيره من الأطباق في المنطقة هي إسرائيلية، في محاولة لـ «الاستيلاء الثقافي» على الطعام الفلسطيني والعربي بالإضافة إلى الفن والأدب لمحو هذا التراث من الذاكرة التاريخية.

ومع اشتعال الجدل على السوشال ميديا، خرج مينا عبر حساباته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي للتبرير. «ترعرعت في تورونتو حيث كنت أرتاد مطاعم إسرائيلية تقدّم طعاماً من الشرق الأوسط. أنا حقاً لا أفهم الجانب السياسي من الموضوع، وصدقاً فوجئت بردود الأفعال»، وأضاف: «أنا لا أجني المال من Evolving Vegan، بل أموّل هذا المشروع».
غير أنّ هذا الكلام لم يرض الممتعضين الذين شككوا في ما قال واعتبروا أنّه ليسا كافياً. حتى أنّ أحد المغرّدين توجّه إلى مينا بالقول: «لا يمكنك نفي معرفتك السياسية بالموضوع»، مستشهداً بمقابلة أجراها مسعود مع صحيفة «يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية. وتابع مشدداً على أنّه «لقد قرّرت أن تخص السفارة الإسرائيلية في مصر بحوار حصري. موقفك واضح، ولا شك في أنّك مدرك تماماً لما تفعله».