في مسرحيته الشهيرة «الواد سيد الشغال» (1985)، يسرد النجم عادل إمام حواراً إرتجالياً طُبع في الذاكرة حيث يقول في أحد المشاهد «مات شحلفون بن حنجلي، وماتت سحلبيسة بنت حلتبيس، ومات الممثلون جميعاً في هذا المسلسل. ثم مات المنتج والمخرج وحين عرض هذا المسلسل في التلفزيون، مات المشاهدون جميعاً». هذه العبارة استعادها الناشطون على السوشال ميديا لوصف الحلقة الاخيرة من مسلسلي «الهيبة...الحصاد» (لباسم السلكا وسامر البرقاوي/إنتاج «صباح إخوان») الذي لعب بطولته تيم حسن وسيرين عبدالنور ومنى واصف وغيرهم، وكذلك وداع لـ «خمسة ونص» (لإيمان سعيد وفيليب أسمر/إنتاج «صباح إخوان») وأبطاله قصي خولي ونادين نجيم ومعتصم النهار. كما كانت بدايتا المسلسلين حديث الناس بسبب علاقة الحبّ «الخرافية» فيه، كان الوضع على حاله في ختامهما. بعد قصة الحب في «خمسة ونص» التي إنطلقت في بدايته وجمعت غمار الغانم (قصي) وبيان (نادين) وزواجهما وإنجابهما طفلاً، ثم تبدّل الأحوال بين الزوجين وتدهور العلاقة بسبب العنف الاسري والإنتقام والطمع... اتجهت دقّات قلب بيان نحو جاد (معتصم) وهو مخزن أسرار و«بادي غارد» غمار. على مدى 29 حلقة، تابع المشاهد قصة حب مستهلكة ومكررة وبدأت التوّقعات لنهاية العلاقة. هكذا، خلطت الحلقة الاخيرة من «خمسة ونص» بين المواضيع الاجتماعية والسياسية وحتى الانسانية. بداية ركزت على قوانين الأحوال الشخصيّة اللبنانية، وتحديداً قانون حضانة الأطفال بعدما حرم غمار زوجته من لقاء وحيدها. ولم يخل الأمر من «تلطيشات» سياسية حول الانتخابات وعدم التمديد للحكومة، لتتزين الحلقة بموقف إنساني فحلقت بيان شعرها دعماً لأطفال مرضى السرطان. وانتهى الأمر بمقتل بيان بعدما عطّل غمار سيارتها فتدهورت وقتلت. هكذا، كتبت إيمان سعيد نهاية متوقعة لا تتحمّل الكثير من التأويلات ولا التحليلات. هذا الأمر واجهه حوار مفتوح على تويتر، بعدما غردت شذى حسون قائلة «شكراً لكاتب «خمسة ونص» على النهاية المعقولة لأن هذا جزاء المرأة الخائنة رغم كل ما عاشته من ظروف قاسية كان لازم تستخدم عقلها ولا تمشي ورا مشاعرها اللي بغير محلها». هذه التغريدات واجهها تعليقات من المقدمة لانا مدور في قناة «الميادين» التي دخلت في نقاش مع المغنية العراقية التي يبدو أنّها من «مناصري» العنف ضد المرأة! على الضفة الأخرى، كانت نهاية «الهيبة...الحصاد» شبيهة، فسبح الأبطال في نهر من الدماء. فقد توكل كل ممثل بتصفية زميل له، ولقي ثروت (جوزيف بو نصار) نهايته برصاصة. كذلك الحال بالنسبة إلى غازي الذي قتل غدراً، فيما توكل صخر بقتل سامي السعيد. واختتمت الحلقة بعرض يد مقطوعة، فراحت التساؤلات حول عمّا إذا قُتل جبل (تيم حسن)! نهاية مفتوحة تمهّد لموسم رابع من المسلسل، لتخرج أقاويل بأنّ العمل صوّرت منه نهايتان وتمّ إختيار واحدة منهما في اللحظات الاخيرة. على أن يعود المشروع بجزء منتظر وأسماء جديدة. هذه النهاية فتحت باب الجدل مجدداً حول الاصرار على عمل تمّ إستهلاكه وبات وجبة رمضانية تمشي على خطى «باب الحارة» الذي غرق في التكرار وقدمت منه عشر نسخات.---