في السنوات الثلاث الماضية، باتت الدراما المحلية صناعة «دسمة» تتّكل عليها القنوات اللبنانية لجذب المتابعين والانخراط في المنافسة. إذ تتسابق المحطات لإنتاج أو المشاركة في إنتاج عدّة مسلسلات تتنوع بين الكوميدية والاجتماعية والتاريخية. لكن بالطبع يتمّ تقديم النوع الأخير بطريقة سريعة وسطحية. لكن بالعودة قليلاً إلى الشهرين الماضيين، فقد خرجت القنوات منهكة من السباق الرمضاني وراحت تقيّم تجربتها في شهر الصوم. فمن المؤكد أن قناتي «الجديد» و mtv كانتا رابحتين في المعركة الرمضانية بأكبر عدد من المشاهدين في مقابل خسارة lbci. مع العلم أن الاخيرة حشدت قرابة تسع مسلسلات جديدة في رمضان، لكنها لم تحسن إختيار النصوص القوية. هكذا، كان رمضان بمثابة إختبار سيتمّ التوقف عنده جيداً، وتقييم الايجابيات والسلبيات لاطلاق البرمجة والمسلسلات في برمجة الخريف، ووضع في الحسبان أن المسلسلات التي ترصد لها ميزانية كبيرة لن تحقق بالضرورة شعبية واسعة. وخير مثال على ذلك ما حصل في Lbci التي عرضت مسلسل «ثورة الفلاحين» (لكلوديا مارشيليان وفيليب أسمر/ إنتاج «إيغل فيلمز»)، وجاء العمل دون التوقعات رغم الميزانية الكبيرة التي خصّصت له. ويقال إنّ حلقاته كانت من أغلى المسلسلات اللبنانية التي بثت في السنوات العشر الأخيرة. في المقابل، ربما تستبق القنوات المحلية الكشف عن برمجتها الجديدة بعرض المشاريع الدرامية أولاً ثم البرامج، لتكون الاعمال الدرامية فاتحة خير على الجميع، على إعتبار أنها الاكثر حضوراً في الخريف والشتاء حيث تستقر العائلات في المنازل مع إنطلاق العام الدراسي. في هذا السياق، تشهد شركات الانتاج حالياً فورة تصويرات، ودخلت على خط الانتاج شركات جديدة قرّرت المغامرة بالدراما اللبنانية. على رأس تلك الشركات هي «فينيسيا بيكتشرز» لصاحبها أمير فوّاز الذي أعلن أخيراً عن بدء تصوير مسلسل «مراح العنزة» (تأليف عدي رعد وإخراج عاطف كيوان) وتلعب بطولته مجموعة ممثلين لبنانيين وسوريين على رأسهم محمد حماقي ومحمد عقيل وأحمد الاحمد ومنير كسرواني. العمل كوميدي يروي قصة قرية فقيرة تتعرض للهجوم من قبل تنظيم «داعش» وسط لقطات ساخرة. التصوير يتم حالياً في منطقة اليمونة (البقاع الشمالي) ويجري التفاوض مع قنوات لبنانية عدة لبثه. في المقابل، دخلت شركة Gold Films على الخط أيضاً وتستعد لتصوير مسلسل «لو ما التقينا» (تأليف ندى عماد خليل، إخراج ايلي الرموز، منتج منفذ المخرجة كارولين ميلان). يروي العمل قصة صاحب أحد المحال التجارية (يوسف الخال) يعاني من ظروف عائلية صعبة. بهذه الخطوة يعود الخال إلى الأعمال المحلية بعدما غاب عنها أكثر من عامين، وكان آخرها مسلسل «أدهم بيك» (كتابة طارق سويد وإخراج زهير قنوع/رمضان 2017)، ثم إنقطع عن المشاركة. في المقابل، تتحضّر جيسي عبده لأولى بطولاتها الدرامية في مسلسل كوميدي بعنوان «لا قبلِك ولا بعدِك» (إنتاج «مروى غروب» لصاحبها المنتج مروان حداد، تأليف كريستين بطرس وإخراج جورج روكز). في المقابل، تملك lbci مجموعة خيارات درامية أمامها وهي مسلسل «رصيف الغربا» (كتابة طوني شمعون وإخراج إيلي معلوف). تغطي أحداث العمل عام 1945 حتى بداية الستينيات من القرن الماضي، وقد استكمل تصويره قبل أسابيع بعدما توقّف لفترة وجيزة. ويلعب بطولته كارمن لبس وغيرها. كما إنتهت المنتجة مي أبي رعد من تصوير «بالقلب» (كتابة طارق سويد وإخراج جوليان معلوف وإنتاج G8) الذي يلعب بطولته بديع أبو شقرا وحسان مراد، ودارينا الجندي وزياد صعيبي ونوال كامل وسمارة نهرا. كما تبحث lbci في عرض مسلسل «غربة» (كتابة ماغي بقاعي وإخراج ليليان بستاني وإنتاج «افكار برودكشن») الذي يلعب بطولته وسام حنّا وكارلوس عازار وفرح بيطار. المشروع إنطلق تصويره بداية العام الماضي، ويعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي، عبر قصص حبّ مستحيلة. أما في mtv فالوضع مغاير قليلاً. رغم إنطلاق التحضيرات للبرمجة الخريفية، إلا أنّ عدد مسلسلاتها المقترحة قليل مقارنة بغيرها. فقد أعطت الشاشة موافقتها لعرض مسلسل «بردانة أنا» (لكلوديا مارشيليان وإخراج نديم مهنا) الذي يجمع وسام حنا وبديع أبوشقرا وكارين رزق الله وغيرهم. أما في «الجديد» فالوضع لا يختلف كثيراً عن زميلتها mtv. لغاية اليوم لم تنطلق شركة «صدى للإنتاج الفني» التي تديرها بشرى خياط، بتصوير أعمالها الدرامية. لكن الشاشة تعاقدت مع المنتج ايلي معلوف أيضاً لتصوير مسلسل «موجة غضب» (ﺇﺧﺮاﺝ منير معاصري) الذي إنتهى تصويره. يدور المسلسل حول صراع الخير والشرّ في المجتمع اللبناني، ويطلّ فيه: علي منينمة، نيكول طعمه، جوي الهاني، جو صادر، هند خضرا. مع العلم أن المسلسلات ربما لا تعرض جميعها في الخريف والشتاء المقبلين وقد يتم تأجيل أكثريتها وسط ازمات مالية كبيرة تعانيها القنوات المحلية عموماً.