غسّان مسعود يعتذر.... من يجسّد المطران؟!

  • 0
  • ض
  • ض
غسّان مسعود يعتذر.... من يجسّد المطران؟!

يبدو بأن مسلسل «حارس القدس» (كتابة حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي) يسير بخطى واضحة باتجاه طريق مسدودة. فالعمل الذي يروي سيرة المطران هيلاريون كابوتشي (1922-2017) يجابه بسلسلة من الاعتذارات بدأت مع النجمتين كندا حنا ورنا شميّس، وما زالت مستمرة بسبب الأجور المتدنية والميزانية المتواضعة التي وضعتها المؤسسة الحكومية لإنتاج العمل. وآخر ما حرر كان ما قاله لنا قبل قليل النجم غسّان مسعود الذي كان سيلعب دور المطران. إذ صرح لـ «الأخبار»: «اعتذرت عن عدم تجسيد دور المطران لأننا وصلنا إلى طريق مسدودة مع جهة الإنتاج الحكومية». وكان قد سبق لنجم فيلم «مملكة السماء» (ريدلي سكوت) أن عبّر لنا مرات عدة عن شغفه الشديد بشخصية المطران، وولعه بأن يقدّم هذه الشخصية بطريقة تفيها جزءاً بسيطاً من حقّها، من دون النظر إلى أيّ تفاصيل إنتاجية، أو مسائل مادية. بمعنى أن يكون الدور محاكاة من ممثل معروف بإمكانياته، لشخصية مقاومة حفرت مكانها في وجدان الشعب العربي بماء الذهب! لكن يبدو بأن الأمر وصل في التفاوض مع مسعود إلى مكان مهين فضّل فيه الاعتذار فوراً. وغالباً إن سارت الأمور على هذه الطريقة، لن تتمكن كاميرا المسلسل من الدوران قريباً. ومن المعروف بأن المطران هيلاريون كابوتشي يملك مقومات غنية في حياته تستحق البحث درامياً بمنطق غير ربحي أو تجاري كونه رجل دين مسيحياً سورياً ولد في حلب، وأصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس سنة 1965، قبل أن يجيّر مكانته الدينية لمصلحة خدمة القضية الفلسطينية. اشتهر بدعمه الواسع للمقاومة في فلسطين، إلى درجة أنه كان ينقل لها السلاح بسيّارته. وقد ألقت قوات الاحتلال الصهيوني القبض عليه سنة 1974 أثناء تهريبه السلاح للمقاومة، وتم سجنه أربع سنوات بعد الحكم عليه 12عاماً، قبل أن يخرج بوساطة الفاتيكان. وفي 1978، أُبعد عن فلسطين، ليكمل حياته في روما. ورغم تعليمات المؤسسة الدينية له بالابتعاد عن القضية الفلسطينية، إلا أنه نذر حياته لخدمة حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه الجوهرية. ثم ركب «أسطول الحرية» مع شخصيات عالمية مرتين: الأولى عام 2009 والثانية في 2010 من أجل إيصال المساعدات لأهالي غزّة وكسر الحصار عنهم في خطوة جبّارة تحدّى بها جبروت الكيان الصهيوني!

0 تعليق

التعليقات