فيلم «بالصدفة»: حضور كارول... و«لعب» بديع

  • 0
  • ض
  • ض
فيلم «بالصدفة»: حضور كارول... و«لعب» بديع
بدت كارول سماحة على طبيعتها

رسائل انسانية واجتماعية كثيرة حملها فيلم «بالصدفة» (كتابة كلوديا مارشيليان وإخراج باسم كريستو) الذي طرح في الصالات حالياً، لكنه جاء ضعيفاً ومحشواً بالكليشهات». فقد وضعت كلوديا كل أصناف القضايا الاجتماعية اللبنانية في خبيصة لا نهاية لها. رغم هذه الشوائب، لم يخل الشريط من بعض النقاط الايجابية أبرزها حضور كارول سماحة وبديع أبو شقرا وباميلا الكيك معاً في بطولة عمل لبناني بإمتياز، إضافة إلى تناوله قصصاً حبّ مغايرة عن المألوف. تبدأ الحكاية، عندما يتعرّض ريشارد (بديع) لسرقة حقيبة جهاز اللابتوب خلال تواجده في أحد المطاعم في بيروت. يركب الدراجة النارية ويدخل في سباق مع السارق، فيصل الأخير إلى أحد الاحياء الفقيرة. هنا تنطلق الحكاية إثر دخول ريشارد ذلك المنزل الذي تملكه فرح (كارول) بحثاً عن السارق الذي سيتضح لاحقاً أنه فتاة وهي شقيقة فرح. أما ريشارد فهو مجرّد مهووس بمراقبة الناس عبر الكاميرات التي يضعها على أبواب المنازل والشركات. تلك الحادثة مع ريشارد مهندس الكمبيوتر، ستكشف عن الفروقات الطبقية في المجتمع اللبناني. شارع واحد فقط يفصل بين الغنى الفاحش عن الفقر المعدم لأشخاص من مختلف الطوائف يبحثون عن لقمة عيش في بلد يفتقر إلى حكم القوانين. يعتبر الحيّ الصغير نموذجاً مصغّراً عن لبنان الكبير، حيث تعيش تغريد (باميلا) التي تعاني من التوحّد وظلم المجتمع. فقد لعبت الممثلة اللبنانية دورها بكل تفاصيله الدقيقة وصعوباته الجمّة. تتصاعد الأحداث لاحقاً في «بالصدفة» عندما يتقرّب ريشارد من فرح، فتتطور علاقة حبّ بينهما ونكتشف طفولة ريشارد وهوسه ومعاناته النفسية. أحبّ المشروع أن يحاكي قضية الطائفية في لبنان، فجاءت المعالجة مسقطة على أحداث غير مبررة. يجلس ريشارد على كرسي واحد وسط كتاب القرآن، ليسأل فرح عن ديانتها، فتجيب أنها مسلمة. يكمل الشاب حديثه مستعملاً عبارة «بس مش مبين عليكي»! في المقابل، يعرض الفيلم علاقة حب رجل وإمرأة متقدمين في العمر، لكن عدم السماح بالزواج المدني في لبنان يمنعهما من الارتباط، ليختتم الفيلم بسقوط المباني القديمة في الاحياء اللبنانية التي راح ضحيتها عشرات القتلى. هكذا، يدور الفيلم في كواليس حياة فئة من اللبنانيين، ولكنه لا يقدّم مادة سينمائية جديدة. لعلّ النقاط الايجابية فيه هي ظهور كارول سماحة، لاعبة بكل حرفية دور الفقيرة صاحبة الملامح الحزينة، وكذلك المرأة العصامية التي كافحت العنف الاسري وحدها لتربي إبنتها الوحيدة. وفي المقابل، بدا بديع لاعباً محترفاً في «بالصدفة» وهو الذي يدير كل تفاصيل المشروع بإبتسامته وحبّه للكاميرا. ريشارد صاحب الطفولة المعذبة والمضطهدة يفجر كل مشاكله في شبابه عبر مراقبة الناس. من جانبها، بدت باميلا متمكّنة من دور مريضة التوحّد وتستحق تحية على أدائها. يبقى أن باسم كريستو وقع فيلماً تجارياً بإمتياز مع عناوين إجتماعية عريضة.

0 تعليق

التعليقات