تضع تقلا شمعون العاطفة جانباً، وتطلّ بدور ليلى في مسلسل «عروس بيروت» (لنادين جابر وبلال شحادات وإخراج التركي إيمره كاباكوساك/21:00 بتوقيت بيروت). هيّ أم لأربعة شباب لا تعرف الإنكسار، يختلط في طبعها الذكاء والتسلّط وآلام الماضي. قد يبدو ذلك سهلاً، ولكن ترجمته على أرض الواقع معقّد قليلاً بحكم الظروف التي عاشتها ليلى. صحيح أن الممثلة اللبنانية سبق وحضرت في أبرز الاعمال الدرامية، لكن وقوفها على قائمة أبطال «عروس بيروت» كان جوهرة مشاريعها الجديدة. فالدور أعطاها ثقلاً وغروراً في مكانهما. إمرأة تقود عائلة بكاملها، وتحرّك أولادها برفّة عين، فتتشبّث أحياناً برأيها وأحياناً أخرى بالعاطفة التي تقمعها ولا تظهرها علناً. هكذا، أجري «كاست» الممثلين على عجل، ولكن إختيار تقلا رفع من شأن المسلسل. فكيف لا وهي الكابتن الذي سيقود العائلة، فتتأرجح المطّبات بين العاطفية والمالية والاجتماعية. لا تعتبر ليلى أمّاً كلاسيكية نرى حنانها يتأرجح يميناً وشمالاً، فهي تعيش صراعاتها بصمت مطبق. على المقلب الآخر تعيش حياة «الكنّة والحمى» مع ثريا (كارمن بصيبص) زوجة إبنها البكر فارس (ظافر العابدين). درست تقلا تلك الشخصية بكل أبعادها. حركات وجهها، نظرة عينيها. حتى أن شكلها الخارجي كان له مساحة. فتسريحة الشعر وتجاعيد وجهها البارزة، وشكلها تآلفت معاً لتركيب شخصية ليلى، خاصة أن التصوير الداخلي والمكياج كانا في مدينة اسطنبول التركية، فجاءت تفاصيل الشخصية تشبه الواقع. من الحلقة الاولى لـ«عروس بيروت»، بدا واضحاً أن تقلا أتقنت الدور، وستمشي على طريق واحد طوال حلقات المسلسل من دون أي صعود أو هبوط. لا مجال للتغيير أو لابراز الحنان ولو بشكل يسير. من الصعب على المرء أن يبقى محافظاً على هذه الكمية من القوة، ولكن بالنسبة إلى تقلا فإنها حوّلت السيناريو إلى واقع لا يمكن إنكاره بفخامة الأداء. من تابع النسخة الاساسية والتركية من «عروس بيروت» والتي حملت إسم «عروس اسطنبول»، يلحظ روعة أداء الممثلة التركية إيبك بيلجين التي لعبت دور أسما هانم. بالطبع، يمكن القول إن تقلا والممثلة التركية لا تختلفان، وإن كانت المقارنة لا تجوز أبداً. «عروس بيروت» من الأحد إلى الاربعاء (21:00) على قناتي lbci وmbc4