الموضة حالياً في الدراما السورية واللبنانية تذهب إلى أعمال مقسمة على 10 أو 12 حلقة من أجل تقديمها على منصات البث عبر الإنترنت الشهيرة، كتقليد لما تفعله الدراما الأجنبية التي تقدم قصصها على مواسم لا يزيد عدد حلقات كل منها عادةً عن هذا الرقم. على أي حال، الفكرة ليست سيئة، وربما تكون الحل الحقيقي لتخليص المشاهد من تطويل وثرثرات الدراما الرمضانية الثلاثينية. على سبيل المثال، تصوّر كاريس بشار حالياً مع تيم حسن عشارية بعنوان «العميد» (كتابة وإخراج باسم السلكا)، بينما يتم الحديث عن مشاريع مشابهة كثيرة من هذا النمط. وتعكف «غولدن لاين» (ديالا الأحمر) و «آي سي ميديا» (إياد الخزوز) على تصوير مجموعة مشاريع من بينها مشروع عشاريات إحداها «هوس» (كتابة ناديا الأحمر وإخراج محمد لطفي وبطولة عابد فهد وهبة طوجي) يجري تصويرها حالياً في بيروت، والثانية بعنوان «يا مالكاً قلبي» (كتابة عثمان جحى وإخراج علي علي ــ بطولة عباس النوري وورد الخال وهبة نور) التي شارف مخرجها عن الانتهاء من التصوير. سيجتمع فريق العمل كاملاً يوم السبت المقبل في «مستشفى قطنا» (ريف دمشق) لإنجاز مشاهد اليوم الأخير من العمل الذي يحكي عن الفكرة الجريئة للطبيب الذي تتوفى ابنته في حادث سيارة، فيقرّر أن يتبرّع بقلبها لشقيقتها بالتبنّي والتي تعاني مشاكل قلبية، قبل أن يواجه بالرفض من قبل زوجته. فإذا بالموضوع يأخذ منحى خطيراً لدى انصراف العائلة نحو التفكير بقضية جوهرية في حضرة خسارتها الفادحة. على أن يتم التصعيد الدرامي وتواتر الحدث المفصلي في الحكاية على خلفية المحور الرئيسي هذا. ولعلّها المرّة الأولى التي تتطرّق فيها الدراما السورية إلى هذا الموضوع الذي بدأ تداوله طبياً على نطاق واسع في الآونة الأخيرة.