قال محامون إنّ المنتج السينمائي الأميركي، هارفي واينستين، توصّل إلى تسوية مبدئية بقيمة 25 مليون دولار مع عشرات النساء اللواتي اتهمنه بالتحرّش الجنسي، على أن تستفيد من هذه الصفقة حوالي 30 ممثلة وموظفة سابقة.لكن تنبغي موافقة جميع الأطراف على الصفقة والتوقيع عليها كي تُقرّ، وفق ما ذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية».
ومن المعلوم أنّ المنتج السينمائي المعروف يواجه محاكمة جنائية منفصلة الشهر المقبل بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، الأمر الذي ينكره تماماً.
وسيواجه في حال إدانته عقوبة السجن مدى الحياة. ورفُع مبلغ الكفالة لواينستين، أوّل من أمس الأربعاء، من مليون دولار إلى 5 ملايين دولار بسبب سوء الاستخدام المزعوم لجهاز المراقبة الإلكترونية الذي يلبسه حول كاحله. وقد حضر واينستين إلى جلسة المحكمة في نيويورك مستخدماً جهازاً مساعداً على المشي، فيما قال محاموه إنّه سيخضع لعملية جراحية يوم الخميس (أمس) بسبب مضاعفات لحقت به في حادث سيارة في آب (أغسطس) الماضي.
نُشرت تفاصيل التسوية المبدئية، في البداية في صحيفة «نيويورك تايمز»، قبل أن يؤكد المحامون معظمها عبر وسائل إعلام الأميركية أخرى.
وقالت الصحيفة إنّ التسوية حصلت على موافقة مبدئية من معظم الأطراف المعنية، فيما تختصر عناصرها بالتالي: سيتشارك المدعون في القضية بالتعويضات، كما يمكن للآخرين الذين ينضمون إلى الدعوى لاحقاً الاستفادة أيضاً، كما أنّ الصفقة عالمية من شأنها أن تنهي جميع الدعاوى المدنية ذات الصلة ضد واينستين ورب عمله السابق. ولن يدفع واينستين شخصياً، إنّما شركات التأمين التي تمثل شركته، فيما لن يعترف باقترافه أي خطأ، على أن تكون موافقة المحكمة مطلوبة.
يُمثّل مبلغ 25 مليون دولار جزءاً من حزمة أكبر بقيمة 47 مليون دولار تهدف إلى إغلاق التزامات شركة واينستين، بما في ذلك الرسوم القانونية.
ورفض محامو واينستين الذين اتصلت بهم «نيويورك تايمز» وغيرها من وسائل الإعلام التعليق.
تعليقاً على هذه الأنباء، تباينت ردود الأفعال بين مرحّب بالتسوية ومنتقد لها.
جيني هاريسون، محامية إحدى المدعيات في القضية، قالت لـ «نيويورك تايمز» إنّه «لا أعتقد أنه بالإمكان التوصل إلى صفقة أفضل». وأوضحت أنّ الضحايا المزعومين الآخرين الذين لم يتقدموا بشكوى، قد ينتهي بهم المطاف إلى عدم الحصول على شيء، «يجب أن يتقدموا ليحصلوا على أفضل مستوى من التعويض الذي استطعنا التوصل إليه».
لكن الممثلة وعارضة الأزياء، زوي بروك، التي تشارك في القضية، لفتت في حديث إلى «بي بي سي» إلى أنّه «أعتقد أنّ التسوية مهزلة وأنها تشير إلى خلل في النظام. أنا مدمرة بسببه، وأشعر بالفزع».
أما مجموعة Time's Up (نفد الوقت) لمكافحة التحرش الجنسي، فشددت في تغريدة على أنّه «إذا كان هذا هو أفضل ما يمكن للضحايا الحصول عليه، فهناك خلل جسيم في النظام».