عداد المصابين بفيروس كورونا، وصل في لبنان الى 32. مع ذلك، تستمر عارضة الأزياء لجين عضاضة في الاستحواذ على المشهد الإعلامي. المرأة المصابة بالكورونا، ومنذ الإعلان عنه يوم السبت الماضي، بعد مجيئها من لندن، ما زالت حديث الميديا المحلية وحتى العربية، كونها وجهاً معروفاً في عالم الأزياء وعملت في mtv، لفترة وجيزة، والأهم أنها أرملة الملياردير السعودي وليد الجفالي! معلومات قد تكون كافية للهاث وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية. هكذا امتلأت المنصات بخبر عارضة الأزياء، لكن، ليس من باب كورونا، والعدوى التي أصابت ابنتيها وصديقيتهما، بل تعاطى الإعلام مع المرأة على أساس الشهرة، والأموال الطائلة التي بحوزتها، فكان كل خبر عن اصابتها بالفيروس المستجد، يقرن بسعر حفلة زفافها «الأسطورية» التي كلفت 10 ملايين دولار، عام 2012، في مدينة «البندقية».
وزاد الطين بلّة، ظهورها على «الجديد» قبل يومين في نشرة الأخبار، وتراسلها عبر واتساب مع المحطة. هنا، كان التركيز فقط، على الشائعات التي طالت الشابة الجميلة، من مرورها في ميلانو وبعدها لندن ومجيئها الى لبنان، حاملة الفيروس، وإقامتها حفلة لابنتها في عيد ميلادها. الإعلام هنا، كان مجرد خادم لدى عضاضة وحافظاً لصورتها، أكثر من تعاطيها معها كأي مصابة بالكورونا، وتخلى عن مساءلتها في ما خص العدوى التي نقلتها الى عائلتها الصغيرة. في مقابلتها مع «الجديد»، يستوقفنا سؤال شاهين عضاضة عن مدى راحتها في «مستشفى رفيق الحريري» الحكومي، وما اذا تعرّضت لأي مضايقات! طرحت شاهين سؤالها، من منطلق أن لجين عضاضة امرأة فاحشة الثراء، ويمكنها المكوث في أهم مستشفى في بيروت، هكذا أسقطت شاهين نظرتها الدونية للمستشفى التي تقاوم وحدها كل الوباء ونتائجه. باختصار، نالت لجين عضاضة بسبب شهرتها، استثناء من الإعلام، أعطت المنصات الإعلامية تعليماتها للتعاطي معها بحذر وعلى أسس تشذ عن العمل الصحافي، بنيت على أساس المال والشهرة، وما ينسحب عنهما من تأطير لصورة يلهث الإعلام خلفها لتصحيح اي خلل أو أذى قد يصيبها. هكذا، أغرقنا بمعلومات عن المرأة وزواجها وترملها، وكلفة حفلة زفافها وفستانها، فيما كانت كورونا تأتي ثانوية جداً ويُسأل عنها فقط من باب التيقن أنها ستتخطى الوباء وأنها أقوى منه!.