إزاء الضغط الإعلامي الذي يترافق مع تفشي وباء كورونا، ومحاصرة الناس المأسورين أصلاً في منازلها، بأخبار تحمل الكثير من السلبية والإحباط، مع استخدام للغة التهويل، يطل ميلاد حدشيتي، الإختصاصي في علم النفس الإيجابي التطبيقي على منصة «انستغرام» ليشكل مع غيره طبعاً، فسحة مطلوبة تساند اللبنانيين اليوم في محنتهم. في أقل من دقيقة، ينشر حدشيتي بشكل يومي، فيديوات قصيرة، يحاول فيها تقديم نصائح للمتابعين وحثهم على التفكير بطريقة إيجابية، وتنمية قدراتهم الذهنية في سبيل الخروج أو التأقلم مع هذه الأزمة. منذ بدء أيام الحجر المنزلي، وبعيداً عن لغة الوعظ والتوبيخ، يسجل حدشيتي الذي سبق أن خصص مساحات واسعة لهذا العلم على الشاشة الصغيرة، مساحة زمنية، ليتحدث عن نقاط إيجابية في الأزمة، وتنبيه اللبنانيين الى ضرورة تفهم خوفهم، لكن ليس بالدرجة التي يصل فيها الى الهلع، والإنتباه الى السلوكيات التي تنتج عن هذه الحالة النفسية الطبيعية لدى البشر.


صحيح أن عدداً من الناس ينتقد لهذا العلم، وللدعوة الدائمة بأن نكون إيجابيين، لكن ميلاد حدشيتي، يلتقط النقد ويحوّله الى إجابات منطقية وفسحة للتلاقي كما يسميها مع الآخر، بالجزم أن الإنسان الإيجابي ليس أبله وسطحياً، بل إنسان لا يسمح لنفسه الغرق في أفكار سوداوية. قد لا تكون فيديوات حدشيتي وحدها كافية أو مقنعة لكثير من المتابعين، سيما أولئك الذي يقاومون هذه الأفكار، لكنها قد تساعد من يلتقطها خاصة في زمن الحجر المنزلي، على الإلتفات الى زوايا أخرى قد لا ينتبه اليها والعمل على تطوير امكانياته الذاتية مساهمة في الوصول الى استقرار نفسي أو جزئي مع نفسه ومحيطه ريثما تنتهي هذه الأزمة.