قلب إنتشار فيروس كورونا الموسم الرمضاني رأساً على عقب. ولكن نتائج تلك التغيرات في الدراما ستدوم في الفترة المقبلة، وستتغير الخرائط كلها من ناحية المحتوى والمضمون. مع قرار الحكومة بالتعبئة العامة الذي صدر قبل أسابيع وأدى إلى توقيف التصوير، ساندت النقابات الفنية القرار حفاظاً على سلامة العاملين في المشاريع الدرامية. لكن يبدو أن القرار الذي إلتزمت به شركات الانتاج اللبنانية لغاية اليوم، سيتبعه قرار ثان يصدر خلال ساعات وقد يسمح بموجبه بتصوير المسلسلات، ولكن ضمن شروط مشددة. هذه الخطوة تأتي ليس بسبب الموسم الرمضاني فحسب، بل أيضاً بسبب التفكير في حلول حول مستقبل تلك الصناعة الدرامية التي ستطرأ عليها تغييرات كثيرة في محتواها وشكلها وموسم المنافسة فيها.في التفاصيل، أنه منذ إعلان التعئبة العامة، بدأ صنّاع الدراما يفكّرون في حلول تضمن سلامة العاملين وفي الوقت نفسه تبصر المشاريع النور في شهر رمضان الذي يحل نهاية هذا الشهر، إلى أن تم التوصل أخيراً إلى آلية عمل تفرض شروطاً مشددة داخل كواليس التصوير، على أن يتم البتّ بها خلال الساعات المقبلة. الآلية جاءت رحمة بالمسلسلات التي تصوّر في لبنان، وغالبيتها تم بيعها للقنوات العربية تحديداً mbc قبل أزمة كورونا. وبما أن أزمة التباعد بين الناس قد تستمرّ أشهراً طويلة، وبما أن المسلسلات المصرية والخليجية حاضرة على مائدة رمضان، فلماذا لا يتمّ تقديم بعض التسهيلات للتصوير ضمن الالتزام بالشروط؟ هذه الخطوة جاءت بعد نقاشات ووساطات بين الجسم الاعلامي والقطاعي والمسؤولين عن تطبيق خطة التعئبة العامة في الحكومة اللبنانية، ليتم وضع آلية تفرض ما يلي: خضوع العاملين في المسلسلات لفحوص الكورونا، ومن ثم الالتزام بالحجر ضمن أماكن محددة يتم فيها التصوير لأسابيع، مع التخفيف من عدد فريق التصوير، والاستغناء عن أكثرية المشاهد الخارجية. على هذا المنوال، ترى بعض المصادر المتابعة لملف المسلسلات أن هذه الآلية تضمن عرض الدراما في رمضان حيث يجلس الناس في منازلهم، وفي الوقت نفسه ستستمر لخارج شهر الصوم مع تخصيص مسلسلات وأفلام تدور حول الكورونا وتحديداً التوعية منه.
لذلك إن أمر تطبيق الآلية يعود لشركات الانتاج، ولكنها بالطبع قد تستغني عن مسلسلات لصالح أخرى قد تستكمل تصويرها وتعرضها بعد شهر الصوم. فشركتا «إيغل فيلمز» و «صبّاح إخوان» قد تكونان أمام خيار صعب من ناحية إختيار المسلسلات، ويتردد في الاوساط عن حضور الصباح في عملين فقط، بينما كانت تصور خمسة أو أكثر، قبل أزمة كورونا. علماً أن «صباح» كان قد بدأت بتصوير «الهيبة 4» لتيم حسن ومنى واصف وعبده شاهين و «2020» لقصي خولي ونادين نجيم.
في المقابل، يبحث جمال سنان مدير «إيغل فيلمز» في قرار التصوير قبل البث، أيّ أنه يعود للتصوير ومع إنتهاء المدة المحددة للتصوير، يقرر الأعمال التي كانت ستكون ضمن رمضان وأخرى خارجه. علماً أنّه كان قد إنطلق بتصوير مسلسلي «دانتيل»، و«أولاد آدم» وغيرهما.
بإختصار، تم تقريب وجهات النظر بين صناع الدراما والجهات الحكومية، على أن تشهد الساعات المقبلة موافقة الدولة على تلك الآلية وإصدار قرار يسمح بالتصوير، مع متابعة القوى الامنية للخطوات. فهل يتم الاتفاق على تلك الآلية في محاولة أخيرة لانقاذ الموسم الرمضاني الذي يصور في بيروت؟ أم تذهب تلك المشاريع في مهب النسيان هذه الفترة. على أن تكون الآلية بمثابة ورقة يطبقها صناع الدراما في الاشهر المقبلة وتحديداً بعد إنتهاء شهر رمضان.