قد لا تنطبق معايير تصنيف الممثلين ضمن «الصف الأوّل» على سمارة نهرا، لكن الفنانة اللبنانية اسم من الصعب تخطيه. فهي قادرة على تأدية أدوار مختلفة، وترك أثر في ذاكرة المشاهد. في الكوميديا، تبرع الممثلة التي خاضت تجارب دبلجة عدّة أيضاً. كلّنا نذكرها في دور «ميمي» في مسلسل «بنات عمّاتي وبنتي وأنا» (2003 ـــ تأليف منى طايع، إخراج ليليان البستاني)، وفي شخصية «سلوى»، السيّدة المتقدّمة في السن المستميتة للزواج، في مسلسل «مش أنا» (2016 ــ تأليف كارين رزق الله، إخراج جوليان معلوق).في رمضان 2020، تحقق نهرا شعبية واسعة بمشاركتها في المسلسل اللبناني «بالقلب» (كتابة وسيناريو وحوار طارق سويد، إخراج جوليان معلوف، إنتاج «G8 برودكشنز»). وهذا واضح من المنشورات الواردة على السوشال ميديا. إذ تكاد لا تمرّ حلقة من العمل الدرامي من دون أن تتحوّل كلمات «روز» ومشاهدها إلى مادّة للتعليق والسخرية على الشبكات الاجتماعية.
تبدو هذه الشخصية قريبة من يوميّاتنا جميعاً، ففي كلّ شارع أو حيّ أو بناية، هناك «روز». سيّدة عزباء ووحيدة وطيّبة في منتصف العمر، تمضي أيّامها في الحشرية و«النبش» في خصوصيات الآخرين، لاسيّما العاطفية. فهي مصدر أخبار «القيل والقال» من دون أن تخلو الحكايات التي تنقلها من التفاصيل غير الدقيقة. فلا ضير من إضافة القليل من «الملح والبهار» على القصص!
النص الرشيق والواقعي الذي كتبه طارق سويد لـ «روز»، يبدو مفصّلاً على قياس سمارة نهرا التي تنقله بأمانة وسلاسة تامتين. حتى أنّ الأريحية والعفوية تصلان إلى درجة تنسي المتفرّج أنّ الممثلة التي أمامه تتقيّد بسيناريو معدّ سلفاً! كاراكتير مستفزّ أحياناً وفجّ جداً، لكنّ المرء يجد نفسه، على الرغم من ذلك، مستسلماً للضحك. باختصار، سمارة نهرة هي «فاكهة» المسلسل اللبناني الذي يدور في فلك قصص اجتماعية ــ إنسانية دسمة.

*«بالقلب»: بعد نشرة الأخبار المسائية على lbci