في السنوات الماضية، حاول الفنان السوري الشاب آري جان سرحان استكشاف البزق الذي يتقن العزف عليه عن طريق أعمال تجريبية تمزج بين هذه الآلة وغيرها، وتبتعد عن نمطية استخدامها التقليدي. من هنا، كانت تعاوناته مع مروحة واسعة من الفنانات (نرمين شوقي ورشا بلال مثلاً) لتقديم أعمال Mashup، يخلط فيها مجموعة من الأعمال المعروفة ويؤدّيها بأسلوب جديد وتوزيع موسيقي مبتكر.آخر الإنتاجات التي تندرج ضمن هذه الخانة، كشف عنها الشاب المتخرّج من «المعهد العالي للموسيقى» في دمشق سنة 2012 بإشراف الموسيقار الأذربيجاني عسكر علي أكبر، قبل أقل من 24 ساعة عبر قناته الرسمية على يوتيوب وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا العمل، تعاون آري جان مع صوت سوري شاب عذب. إنّها سارة درويش التي تتحدّر من مدينة مصياف، وتدرس الغناء الشرقي في «المعهد العالي للموسيقى» في الشام. تشارك الثنائي غناء عددٍ من الأعمال الراسخة في الذكرة السورية، وهي: «صبيحة» (تراث جزراوي)، «ياردلي» (تراث فراتي)، «أسمر اللون» (تراث دمشقي)، «وين يا ابو الشامة» (تراث بلاد الشام)، «جيرانة هالله هالله» (تراث القامشلي)، «ومنين أبدا» (تراث السويداء) و«يا مسافرة» (تراث الساحل السوري).
آري جان الذي تولّى مهمة الإنتاج، عزف على بزقه أيضاً، فيما أنجز دياب مكاري التوزيع الموسيقي. وفي الوقت الذي اهتمت فيه رشا بلال بالإدارة الفنية، وقّع ندي عجّان الفيديو كليب لناحية الإخراج.
علماً بأنّه لدى إطلاق التجربة الجديدة، قال آري جان على فايسبوك: «الماشآب السوري هو محاولة للعمل على كافة مكونات تراثنا الغني للغاية، بما فيها السرياني والكوردي والعربي... نحن أبناء هذا التنوّع على المستويَيْن الحياتي والفني على مرّ التاريخ، كما أننا في الوقت ذاته أبناء هذه اللحظة العصيبة مع كلّ ما يجري من حولنا ونعيشه لحظة بلحظة... ولعلّ ما يحافظ على بعض مما تبقى من توازننا يعود إلى الموسيقى والاستمرار في العمل».