«فاصل..ونواصل» تلك العبارة التي اشتهر بها الإعلامي علي المسمار، عند بداية كل فاصل إعلاني في نشرات أخبار «المنار» لن نسمعها بعد اليوم. هذه المرة سيطول الفاصل «حاج علي» كما ردّد محبوه مع وفاته فجر اليوم، بعد معركة قاسية وشرسة مع السرطان. علي المسمار، وجه إعلامي مقاوم ظلت شعبيته حاضرة بقوة حتى في غيابه القسري عن الشاشة قبل عامين. شعبية واسعة كرّست حين عاد في آب (أغسطس) من العام الماضي، بعد غياب قسري امتد لأكثر من عام بسبب المرض. عاد مع بشائر نصر تموز التي كان يحتفى بها في تلك الفترة، وفي ذكرى التحرير الثاني في السلسلة الشرقية. جلس وقتها على كرسيه في استديو الأخبار، وشكر كل من سأل عن حالته الصحية وحرص على زرع ابتسامته المعهودة.
لطالما ارتبط اسم علي المسمار بأهم المحطات المفصلية للمقاومة. على مدى أكثر من عقدين من الزمن، ترافق وجهه، مع بيانات المجاهدين، التي تبشّر بالنصر الحاسم، ومع دمعته السخية التي ذرفت بعيد مجزرة قانا الثانية عام 2006، والتي خانت عباراته على الهواء. وطبعاً لا ننس لحظة إذاعته استهداف مبنى قناة «المنار» في عدوان تموز 2006. تلك اللحظة التاريخية التي شكلت عنوان مقاومة اخرى، لمبنى يذاع من قلبه نبأ استهدافه! قارع الإعلامي اللبناني السرطان لأكثر من عامين، بعزم وصبر وحتى بابتسامة وتسليم كليّ. ورغم الإنتكاسات التي حصلت له بعد خروجه مراراً من المستشفى وتصنيف مرضه على أنّه «نادر وصعب» واستئصال ورم كبير من جسده، الا أن المسمار لم يعرف الإستسلام، وظلّ يقاوم المرض الخبيث، وخرج من عملية جراحية حرجة، قبل شهرين، لكنّ المنية وافته فجر اليوم، ليختتم مسيرة إعلامية حافلة، بمحبة الناس وباقتران اسمه وصوته الرخيم بانتصارات المقاومة. قناة «المنار» نعت الراحل، «صاحب مسيرة مهنية مليئة بالعطاءات»، و«بصمات متميزة سيما خلال عدوان تموز»، عندما «رافق المجاهدين بصوته وإطلالته (..) وقدم نموذجاً إعلامياً مقاوماً». هكذا، ملأت صوره الشخصية وسائل التواصل الإجتماعي. بقيت ابتسامته حاضرة فيها، على الرغم من التغيير الذي طال وجهه وجسده النحيل جراء استشراس المرض الخبيث. صورة ستبقى في أذهان محبيه، وصوته سيظل مدّوياً مع بشارة كل نصر آت.