لا كلمات رثاء ولا إطلالة شخصية، بل فقط موسيقى لأغنية «دوارة ع دوارة» (ألحان الأخوين الرحباني)، وتعليق صغير أعلى الفيديو «هجرو الأحبّا الحارة». هكذا، اعتادت فيروز على مخاطبة جمهورها، فكيف إذا كنا أمام رحيل الموسيقار الياس الرحباني (1938-2021)، رفيق درب «جارة القمر»! إذ نشرت الصفحة الرسمية للسيدة فيروز قبل ساعات قليلة، فيديو أرشيفياً قصيراً لا تتجاوز مدّته الخمس وخمسين ثانية، يظهر فيه الياس الرحباني عازفاً على البيانو، والى جانبه شقيقه عاصي، اضافة الى لقطات أرشيفية أخرى، للموسيقار اللبناني الراحل، وهو يترجل من الطائرة، ويبدو أنه كان في مرحلة عمرية شابة. بهذه اللقطات المؤثرة، رثت فيروز صديق عمرها، ومن منح أهم أغنياتها ألحاناً خالدة. الفيديو القصير المأخوذ في الأصل عن صفحة «رح نبقى سوا» الرسمية الخاصة بفيروز وعاصي والتي تديرها ابنتهما ريما، حقق تفاعلاً واسعاً، لما احتواه من توليفة عاطفية عادت بنا الى الزمن الجميل، والى لقاء العملاقين عاصي والياس. يذكر أن الموسيقار والمؤلف اللبناني، توفي أمس عن عمر ناهز الـ83 عاماً، بعد إصابته بوباء كورونا، وفي مسيرته الفنية التي امتدت على مدى نصف قرن تقريباً، أكثر من 2500 أغنية قام بتلحينها، كما ألّف معزوفات كلاسيكية على البيانو وموسيقى تصويرية لـ 25 فيلماً ومسلسلاً، أشهرها أفلام «دمي ودموعي وابتسامتي» و«حبيبتي» و«أجمل أيام حياتي» ومسلسل «عازف الليل». وارتبط اسم الياس الرحباني بفيروز من خلال تلحينه لأشهر أغانيها من ضمنها «يا لور حبك»، «يا طير الوروار» و«كان عنا طاحون».