على عجل مضى. وكأنّ حياته قصاص، عليه أن ينتهي منها ويرحل سريعاً إلى عالم أقلّ وحشة لا تسوده الأوبئة ولا تنتشر فيه الجوائح والأمراض، ولا تسيطر عليه الحروب. هكذا، طوى مدير الإنتاج السوري فراس حربا (1974 ــ 2021) آخر صفحة في سجلّ حياته بعدما خسر معركته مع فيروس كورونا التي استمرت لأسابيع عدة. لم تتمكّن رئتاه من المقاومة، والسبب أنّه خضع قبل أسابيع لعملية في القلب تكلّلت بالنجاح، لكن قبل أن يتماثل للشفاء بشكل نهائي أصيب بكورونا فكانت النهاية بعد معاناة وصعوبة في التنفّس! ولعلّها من مصادفات القدر أن يطلب منّا مراراً بصيغة ممازحة أن نتوقف عن الاهتمام بالنجوم، لمصلحة الكتابة عن الفنيّين والعاملين خلف الكاميرا والذين يبذلون جهوداً مضاعفة، وهو منهم، فتكون مقالتنا الأولى عنه يوم رحيله!
الرحيل مُربك لأسرة «الكندوش» (كتابة حسام تحسين بيك، إخراج سمير حسين، بطولة: أيمن زيدان، سلاف فواخرجي، شكران مرتجى، صباح الجزائري، سامية الجزائري، كندة حنّا، همام رضا، أيمن رضا، أندريه سكاف، فايز قزق، جمال العلي، جفرا يونس، حلا رجب وآخرون، إنتاج MB لماهر وجود البرغلي)، لأنّ حربا هو مدير إدارة إنتاج المسلسل الشامي، والمسؤول المباشر عن دوران كاميراته، وتأمين كلّ مستلزماته، وقد تمكّن فعلاً من قطع مسافة يسيرة مع أسرة العمل رغم الظروف الخدماتية المتردّية التي تعيشها الشام، وصعوبة تأمين المستلزمات الأساسية للحياة المهنية واليومية. إلا أنّ العمل الدرامي صار على مقربة من إنهاء الجزء الأوّل لعرضه على محطات عدّة في رمضان المقبل (بينها دبي، روتانا خليجية، الظفرة، LBC). وبعد وفاة حربا، سيستمر العمل مع شقيقه أحمد الذي كان واحداً من فريقه، وناب عنه إثر غيابه الإجباري، على أن يدير فريق الإنتاج لينجز الجزء الثاني من العمل.
الخبر وجع جديد للوسط الفني السوري، الذي لم تمر أيّام على فقدانه للمغنية الكبيرة ميادة بسيليس، خصوصاً أنّ الراحل مسؤول عن عائلة وأطفال، وتجمعه علاقة طيبة بالجميع، ويُشهَد له بالأخلاق العالية والطيبة الواضحة، والكرم والنبل مع الجميع.