لم يكن الملحن الراحل شاكر الموجي (1952-2021) عادياً بالنسبة إلى جورج وسوف. فالفنانان شكّلا ثنائياً يصعب تكراره على الساحة الفنية العربية. بدأ الملحن المصري رحلته الفنية بأولى أغانيه «ياللي تعبنا سنين في هواه» للفنان محمد رؤوف التي أعاد غناءها الوسوف ولقيت شهرة واسعة. وكانت آخر أعماله أيضاً لـ «أبو وديع» من خلال أغنية «سكت الكلام» التي طرحها الوسوف قبل أشهر قليلة. في هذا الإطار، يجمع الفنانون على أن الموجي أفضل من قدّم ألحاناً للنجم السوري، وتركت أغانيه بصمة على مرّ الأجيال، وبدا الإنسجام واضحاً بين صوت الوسوف والألحان المركّبة التي تفنّن بها الراحل. فقد غنى «أبو وديع» أجمل أعماله من ألحان الموجي أبرزها: «جرحونا» و«أوعديني» و«إسمعيني بكلمة» و«بتعاتبني على كلمة» و«غلابة في الحب» و«الحب شاطر» و«طبيب جراح» و«زمن العجايب» و«دول مش حبايب». رحلة طويلة من العمل أثمرت عن ألحان كانت مزيجاً بين الابداع والتراث الشرقي. في هذا السياق، خسرت الساحة الفنية الموجي الذي توفي أخيراً بعد صراع مع المرض. على طريقته الخاصة، نعى الوسوف رفيق دربه بتغريدة تشبه ألحانه قائلاً «اليوم سكت الكلام يا شاكر وبكيت الالحان ووقفت النوتات بالاسود حزينة على رحيلك». الموجي إسمه الحقيقي شاكر أبو شعيشع عبدالرسول إنضم إلى «جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين» عام 1981، وهو نجل شقيقة الموسيقار الراحل محمد الموجي. هو عازف على العود درجة أولى، ويهوى الألحان الصعبة والمركّبة. تعاون مع أهم الشعراء العرب من بينهم الشاعر السوري صفوح شغالة. قدم الموجي خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 250 أغنية من ألحانه و20 أغنية من كلماته وغنّى أعماله أهم المغنين العرب من بينهم، وراغب علامة بأغنية «المعادلة الصعبة»، وميادة الحناوي، وكارول سماحة، ووائل كفوري ووليد توفيق ووائل جسار، إضافة إلى نانسي عجرم التي يعتبر بمثابة مكتشفها بعدما قدّم لها أغنية «محتاجالك» عام 1998.