حرص منظمو احتفال توزيع جوائز الأوسكار الذي يقام حضورياً في نهاية الأسبوع المقبل على تفادي أي مجازفة في ما يتعلق بجائحة كوفيد-19، فاكتفوا بسجادة حمراء «صغيرة جداً»، ولم يوجهوا دعوات إلى أبرز أقطاب هوليوود، وجعلوا للكمامات دوراً «مركزياً». ومع ذلك، أكدوا أمس السبت أنّ إقامة الحدث الذي سيتسم «بجمالية الفيلم السينمائي» ما كانت ممكنة قبل اسابيع.سيكون احتفال الأوسكار الثالث والتسعون المناسبة الأولى التي تجمع أهم شخصيات هوليوود منذ أكثر من سنة، وقال منتجه المشارك ستيفن سودربيرغ إنّه يستمر ثلاث ساعات و«لن يكون كأي شيء أقيم سابقاً».
ويأتي يوم 25 نيسان (أبريل) الحالي، بعد نحو أسبوع من فتح كاليفورنيا باب التلقيح لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاماً، فيما انخفضت أعداد الإصابات بعد موجة تفشٍّ واسعة اجتاحت الولاية خلال فصل الشتاء، وحتى دور السينما تعيد فتح أبوابها.
ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» عن تأثير تأجيل الاحتفال شهرين، قال سودربيرغ: «كان مستحيلاً أن نفعل ما سنفعله (...) لا أدري كيف كنا سنفعله».
وأضاف المخرج في مؤتمر صحافي افتراضي: «هذا هو التعريف العملي لمحاولة بناء طائرة أثناء وجودها في الجو»، مضيفاً أن تجربته في صناعة الأفلام أثناء الجائحة أثبتت أنّها لا تقدّر بثمن.
وسيكون في إمكان المرشحين المدعوين أن يتخالطوا في الهواء الطلق، في الفناء الخارجي لمحطة «يونيون ستيشن» الشهيرة للقطارات في لوس أنجلوس، على أن يتناوبوا بعد ذلك دخولاً إلى القاعة وخروجاً منها خلال الاحتفال.
كما أشار سودربيرغ خلال حديثه من موقع توزيع الجوائز الذي لن يحضره إلا المرشحون وشركاء حياتهم ومقدّمو الاحتفال، إلى أن السجادة الحمراء التقليدية ستكون اصغر بكثير مما هي عادة، في حين أن قائمة الضيوف محدودة جداً، إلى درجة أن حتى رئيس «ديزني» بوب أيغر «لن يكون هناك»، آملاً في أن تقدّم جوائز الأوسكار للعالم «لمحة عما سيكون ممكناً عندما يتلقى معظم الناس اللقاح، وعندما تكون القاعدة إجراء اختبارات سريعة ودقيقة ورخيصة الثمن».
وأكّد أنّ الكمامات «ستؤدي دوراً مركزياً وبالغ الأهمية» في قصة الاحتفال. وقال «مع أنّ هذا الأمر سري وهكذا يُفترض أن يكون، إلا هذا الموضوع أساسي جداً في سرديات الاحتفال».
أبقى سودربيرغ وزميلاه المنتجان جيسي كولينز وستايسي شير الكثير من التفاصيل طي الكتمان، لكنهم اعتبروا أن الطابع غير المألوف الذي «يؤمل أن يكون مميزاً» لاحتفال الأوسكار في زمن الوباء «أفسح بالتأكيد الفرصة لتجربة بعض الأمور التي لم تُختبر سابقاً».
في هذا الإطار، لفت سودربيرغ إلى أنّ الاحتفال سيتسم «بجمالية الفيلم السينمائي» ولن يكون مجرّد «برنامج تلفزيوني»، من خلال استخدام لقطات ذات طابع سينمائي مصوّرة «بكاميرا على الكتف من بين الجمهور»، وتنسيقات عالية الدقة مخصصة للشاشات الكبيرة.
ومن المتوقع أن يحضر معظم المرشحين الاحتفال شخصياً، فيما أقيم موقعان في لندن وباريس يتيحان الأوروبيين الذين لن يتمكنوا من الحضور إلى لوس أنجليس بسبب القيود من المشاركة في الاحتفال ولكن فقط عبر وصلات الأقمار الاصطناعية المتوافقة مع المعايير المطلوبة، لا بواسطة «زوم».
وفي ضوء اعتماد مفهوم جَعْل الاحتفال أشبه بفيلم سينمائي، لم يتم الإعلان عن أي مقدّمين له، لكنّ هؤلاء الذين وصفوا بأنهم «طاقم الممثلين في الاحتفال»، سيتولون «تأدية شخصياتهم، أو... نسخة من شخصياتهم». ومن بين المقدّمين الذين سبق الإعلان عنهم هاريسون فورد، براد بيت وريس ويذرسبون، فيما من المقرر الكشف عن المزيد قبل الاحتفال. وسيُطلب من المرشحين أن يرووا قصصاً شخصية خلال الاحتفال الذي سيلجأ بكثافة إلى المقابلات.