ليس خافياً على أحد أنّ معين شريف فنان من العيار الثقيل. الحديث لا يرتبط بمكانته وقدراته الفنية والصوتية فقط، بل بثقافته ومواقفه الوطنية المبدئية التي لا تتلوّن حسب الظروف والمصالح. في الوقت الذي كانت فيه غالبية النجوم اللبنانيين تقدّم أوراق اعتماد للسعودية إثر الجدل الذي أثارته تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة الأخيرة، غرّد شريف مؤكّداً أنّ «الفنانين المتملّقين لا يمثلوننا»، قبل أن يعود صاحب أغنية «زرع التحرير» ليضيف أنّ «الفن الخالي من قضية محقّة، فنّ فارغ تافه كأصحابه».هكذا، أصاب ابن بلدة اليمّونة البقاعية عصفورين بحجر واحد: لمّح إلى غياب المواقف الواضحة والصريحة من قبل الفنانين اللبنانيين تجاه ما يجري في فلسطين من جهة، خصوصاً أنّ معظم هؤلاء «النجوم» الذين فتحوا حفلة مزايدة في المعلّقات الغزلية بالمملكة على مواقع التواصل، لم يكتب أحد منهم أيّ كلمة مباشرة وصريحة تدين ما يجري في غزة (فما بالك بقضية التطبيع)، كما انتقد بشكل غير مباشر حفلة التملّق التي أحيوها أخيراً وانبطاحهم أمام السعودية من جهة أخرى. تغريدتان كانتا كفيلتين بتحويل معين شريف إلى ترند على مواقع التواصل الاجتماعي، في ما اعتبر كثيرون أنّ ما فعله يصبّ في خانة الجرأة والتميّز والأهم... الكرامة.
في حديث مع «الأخبار»، يلفت شريف إلى أنّه طرح أخيراً أغنية «أرض السماء» (كلمات خليل علياء وألحان سامر الرنو)، وهي ليست الأولى حول فلسطين ولن تكون الأخيرة: «طالما أنّ فلسطين تعاني من الظلم والقتل، سأغنّي لها. فلسطين قضية أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون سياسية». وعمّا كتبه على تويتر، شدّد شريف على أنّه يكره التملّق بكل أنواعه: «شعرت بالذل إزاء ما حصل في لبنان في الساعات الأخيرة. كان يمكن الاكتفاء بالقول إنّ كلام شربل وهبة غير دبلوماسي، لكن ليس بهذه الطريقة الذليلة. لم نرَ هذه الحملة من قبل بعض اللبنانيين عندما اعتُقل سعد الحريري في المملكة قبل أعوام!». وعن جديده، يقول: «الساحة اليوم ليست للطرب والحب، فالظرف الحالي للفن الوطني فقط. من المعيب على الفنان أن يطرح أغنيات فرحٍ، وهو يشاهد أطفال فلسطين يُذبحون».