طوى الإعلامي المصري حمدي الكنيسي (1941-2021) أخيراً، مسيرة مهنية عامرة، بعد إصابته بوعكة صحية أدخلته المستشفى. هكذا رحل أشهر مراسلي الحرب في مصر، عن عمر ثمانين عاماً، بعدما تولى منصب رئاسة الإذاعة المصرية عام 1997، واستمر فيها الى العام 2001، الى حين بلوغه سنّ التقاعد. الكنيسي، الذي تخرّج من قسم اللغة الإنكليزية عام 1961، اشتهر خلال حرب «أكتوبر» عام 1973، بصوته المميز عندما كان مراسلاً حربياً هناك، إذ يقول في أحد اللقاءات التلفزيونية أن عمله كمراسل حربي في الإذاعة أتاح له الفرصة ليكون «وسط جنود الجيش المصري في وجه العدو»، وكان يشاهد الجندي المصري وهو «يجري خلف دبابة ويقفز فوقها أو يفتح البرج ويلقي قنبلة داخلها من فوق الدبابة قبل أن تنفجر». عمله في الميدان العسكري، أتاح له أيضاً إجراء مقابلات خاصة مع الجنود المصريين الأبطال الذين استطاعوا، بإمكانيات محدودة، الحاق الخسائر بالعدو الإسرائيلي كاللقاء الذي أجراه مع قائد طائرة «ميغ-17»، الذي تمكن من إسقاط طائرة إسرائيلية أميركية «فانتوم »حديثة وقتها.بالتوازي، قدم الإعلامي المصري خلال تاريخه المهني العديد من البرامج مثل «قصاقيص» و«المجلة الثقافية» و«تليفون وميكرفون» و«200 مليون». الشعبية الكبيرة التي حققها الكنيسي إبان حرب أكتوبر، لفتت اليه الأنظار ودفعت الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات الى دعوته للتكريم، لكن الإعلامي المصري رفض ذلك وطلب بدلاً من ذلك إنشاء نقابة للإعلاميين. وهكذا أضحى أول نقيب للإعلاميين في مصر لغاية العام 2016. وبعدها راح يوثق مسيرته، سيما في المراسلة الحربية، في كتب مثل «الحرب طريق السلام» و«يوميات مذيع في جبهة القتال».